«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
يستعد الوسط الرياضي السعودي ظهر غد السبت لانتخاب مجلس جديد يدير الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد انتهاء فترة الاتحاد الحالي، ويقف عقلاء الوسط الرياضي في المنتصف ما بين المرشحين لرئاسة اتحاد القدم والتي تقدّم لها أربعة أشخاص هم «خالد المعمر والدكتور نجيب أبو عظمة وعادل عزت وسلمان المالك».
اليوم نحن أمام مفترق طرق، وعلى الناخبين أن يراعوا الله في مصلحة كرة القدم السعودية، وأن ينتخبوا الأفضل لها، ومن يستطيع أن يدير دفتها نحو التقدم للأمام، متجاوزاً أخطاء وسلبيات الاتحادات السابقة، ومتعاوناً مع الجميع بفكر يبني ولا يهدم، ويعدل ولا يظلم، ويكون قريباً من هموم وشجون الأندية صغيرها قبل كبيرها، بعيداً عن الانزلاق في التعصب المؤدي لأمور ستضر الشخص نفسه ويتمدد ضررها ليصل الجميع مثل ماشاهدنا من اتحاد القدم الحالي والذي عانى من أمور كثيرة لعل من أهمها الضعف الذي اعتراه وجعل بعض الأندية ورؤساءها يتطاولون على اتحاد القدم ورئيسه الخلوق أحمد عيد.
اليوم، لا يريد الوسط الرياضي إلا رئيس اتحاد قوياً وعادلاً ومتفاهماً مع أعضاء مجلسه، فالاختلافات ما بين الأعضاء لها أثر كبير على مستوى كرة القدم السعودية، والضعف له دور كبير في إسقاط السفينة وركابها، والعدل كما يُقال هو أساس الحكم، وهنا نقول هو أساس الرئاسة..!
على الناخبين من أعضاء الجمعية العمومية أن يقدّموا مصلحة كرة القدم السعودية على مصالحهم الشخصية، فاليوم كرة القدم السعودية في ذمتهم، والرئيس الذي سيختارونه سيكون رئيساً لاتحاد القدم لمدة أربع سنوات، وهي مدة طويلة توجب على الناخبين أن يهتموا في ملفات المترشحين وتفحصها أكثر من النظر للمصالح والتي دائماً ما تكون وقتية!
كرة القدم السعودية تحتاج اليوم لرئيس اتحاد يهتم بجميع الأندية، والنظر في همومها، ومعالج مشاكلها، ومساعدتها في تخطي أزماتها المالية، ونؤكد هنا على المالية لأن جميع الأندية تعاني مالياً وتحتاج لمن يساعدها في تلك الأزمة، وإن كانت الأندية الكبيرة في دوري المحترفين تحظى بدعم شرفي ورعاية شركات فإن بقية الأندية لا تملك إلا الأسى، وكل فترة ونحن نقرأ عن معاناتها وصراخها الذي يسمعه كل من به صمم، ولذلك يجب على الرئيس القادم أن يلتفت لهذه النقطة المهمة جداً، فالأندية تحتاج لمن يساعدها.
المنتخب السعودي أيضاً، يحتاج لمن يراقبه بعين الحريص، ويسير به نحو التقدم، ليتأهل لكاس العالم المقبلة، فالمنتخب من أولوياتنا، ومراعاته يجب أن تكون من أولويات الرئيس القادم.
الحكام ولجنة الحكام، هي مأساة كل المواسم، واللعب على هذا الوتر لن يفيد الوسط الرياضي بقدر ماسيفيده العمل نحو تصحيح أخطاء هذا العنصر المهم في كرة القدم.
العدل والمساواة بين الأندية كبيرها وصغيرها، نقطة يجب أن يحرص عليها الرئيس القادم وأعضاء مجلس إدارته، ويجب أن لا يُكرر أخطاء من سبقه ممن عانى الوسط الرياضي في وقتهم من ظلم وقع على بعض الأندية واستفادت منه أندية أخرى.
بقي أن نقول: كرة القدم السعودية أمام تحد جديد، وعلى الناخبين أن يستشعروا به لعلهم يعيدون للوسط الرياضي بسمة غابت عنه طويلاً.