«الجزيرة» - علي بلال:
أكد أمام وخطيب المسجد الحرام ومستشار خادم الحرمين الشريفين الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، أن الاجتهاد ليس المقصود به «التفكير العقلي المجرد»، فهذا ليس منهجاً مشروعاً، وقال هو «افتئاب على حق الله في التشريع، حتى ولو كان جاداً بعيداً عن الهوى ما دام أنه لم ينطلق من مفاهيم الشرع ومبادئه وأصوله وحقائق تنزيله ومثله العليا ومقاصده الأساسية».
وبين الشيخ ابن حميد خلال محاضرة ألقاها بعنوان «الضوابط الشرعية للنوازل الطبية» التي نظمتها كلية الطب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مساء أمس الأول، بالتعاون مع الجمعية العلمية السعودية للدراسات الطبية، أن نطاق الاجتهاد الشرعي يتمثل في فهم النصوص الشرعية وتطبيقاتها ودلالتها وقواعد الشرع المرعية.
وتناول الشيخ ابن حميد خلال المحاضرة عدة محاور أبرزها: النازلة الطبية وأحكام النوازل الطبية، وأصول النظر في النوازل الطبية ومنهجية النظر في النوازل الطبية، مؤكدًا أن هذه المحاور وفهمها لها أهمية كبيرة في هذا العصر لما لها من علاقة بالطب الحديث.
وأفاد الشيخ ابن حميد أن العلوم الشرعية أكثرها عقلي، لأنه لا بد فيها من استعمال طلاقة العقل، وكذلك أكثر العلوم العقلية شرعي عند التحقيق، لأنه لا بد من مراعاة قيد الشرع والجمود والتقليد لا يكونان فقط بالكف عن استعمال العقل، وإنما يكونان أيضاً بالفصل بين ما هو شرعي وما هو عقلي، والاستغناء بأحدهما عن الآخر، موضحًا أن عدم استعمال العقل في الجانب الشرعي جمود وتحجر، وكذلك عدم الاهتداء بالشرع في العلوم العقلية جمود وتحجر.
وأكد إمام الحرم المكي أن فهم النازلة الطبية مهم لذوي الاختصاص، معرفًا النازلة بوجه عام هي التي تلم وتصيب المسلمين على وجه الخصوص كامتحان من رب العالمين، مفيدًا أن تعريف النازلة اصطلاحًا عند أهل الفقه جاء على ستة تحقيقات مما يدل على أهمية دراسة النازلة والاهتمام بها طبيًا وفقهياً.ولفت الشيخ بن حميد إلى أنه من الواجب ترسيخ النظر في ضوابط النوازل والمتغيرات في اجتهادات الفقهاء وكلام أهل الأصول، لافتًا النظر إلى أن ترسيخ النظر في ضوابط النوازل والمتغيرات يأتي تأكيدًا لثوابت الشرع المطهر مع وفائه التام لحاجة البشرية في كل مستجداتها ونوازلها.
حضر المحاضرة رئيس الجمعية الطبية الفقهية عميد كلية الطب الدكتور خالد بن عبدالغفار آل عبدالرحمن، وعدد من الأطباء والمتخصصين في المجال الطبي والفقهي.