فيصل خالد الخديدي
يعيش الفنان التشكيلي في أثناء إنتاجه وإبداعه وممارسته للفن حالة من الفردانية والانعزال عن المجتمع المحيط ليكون بكامل طاقته وإحساسه لعمله وإنتاجه ونادرًا ما يخرج إبداع الفنان بالشكل المكتمل الذي ينشده في وسط مجموعة أو عدة أشخاص حتى لو كانوا فنانين لأن لكل فنان مستواه من الحساسية وطقسه الخاص الذي يعيشه مع عمله لتكتمل أركان التواصل مع عمله دونما أي تشويش لهذا التواصل العالي الشفافية، ولكن الأمر اختلف عند ثلاثة من الفنانين محليًا الذين جمعهم الإبداع وجمال الإنتاج في مرسم واحد فغدت ألوانهم زاهية وأشكالهم متقنة وإنتاجهم مميز بشفافية عالية لكل منهم شخصيته وإن جمعهم زهو اللون ونقاءه إلا أن أعمالهم لم تنصهر في بعضها فلكل منهم هويته وسمته وإن التقوا في المكان ونقاء الألوان وحتى لو وحدوا النموذج المرسوم إلا أن لكل فنان منهم بصمته وشخصيته المحددة المعالم والمتمايزة عن الآخر.
التشكيليون صالح الشهري وعبدالله بن صقر ونبيل طاهر ضربوا مثالاً مختلفًا في الفن بروح الفريق الواحد فجمعهم مرسم واحد بشكل شبه يومي وهو ما أثرى إنتاجهم وزاد عطاءهم وتعاملوا مع وسائط التواصل الاجتماعي بإيجابية في نشر مراحل أعمالهم فغدو محفزين لبعضهم ولمن يتابعهم ومعلمين بالمجان وبالتفصيل لكل متابع لهم بمراحل العمل وطريقة التعامل الصحيح مع الخامات ودائرة الألوان في دورات مصغرة يسودها الجو الأخوي وبمخرجات مبهرة وتطور ملحوظ في أجواء يسودها العطاء وتبادل الخبرات وعلى الرغم من أنهم ثلاثة تشكيليين في مكان واحد إلا أن مرسمهم أبوابه مشرعة بالعطاء لكل من زاره ووسائطهم الإلكترونية تنقل عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحظات إبداعهم بالتفصيل للكثير من المتابعين على مختلف مستوياتهم، فثقتهم بمنجزهم وروح العطاء جعلتهم يرتقون بكل ما يقدمون ويتألقون في تجاربهم ويكونون نموذجًا صادقًا وواقعيًا لسمو الأرواح ونقائها وهو ما أثر على صفاء ألوانهم وزهوها فغدت مشرقة وجريئة ومتسقة ومتناسقة مهما اختلفت الموضوعات بين بورتيرهات أو طبيعة صامتة أو حتى مساحات تجريدية فانتقائيتهم للموضوعات موفقة وتنفيذهم لأعمالهم جعلها مبهرة وهمتهم محفزة لمن يتابعهم بمزيد من العطاء...استمرارهم بمنهجيتهم مكسب للساحة التشكيلية ولتبقى أرواحهم كألوانهم زاهية...