محمد المنيف
هي رسالة من طالب في المرحلة المتوسطة، طالب فيها وزير التعليم بإلغاء مادة التربية واستبدالها بمادة (الصناعة والتقدم)، ونحن إذا نظرنا إلى الفكرة مع أنها أكبر ممن صدرت منه، خصوصاً عند وضعه المقارنة بالآخر كما قال (أقرانه في البلاد المتقدمة)، فإنها تضعنا في دائرة التوقعات وليست الشكوك، المقرونة بمواقف سابقة لمن يسعى لإلغاء مادة التربية الفنية، لاعتقادهم بأنّ ما يُقدّم فيها (حرام)، جهلاً أو تجاهلاً بأهدافها التربوية والوطنية، حتى لو مورس فيها (غزل الصوف)، فالطالب يتلقى من خلال هذه المادة رسائل فاضلة لاحترام دينه من خلال رسم المسجد في حيه أو الحرمين الشريفين كرموز يعتز بقيمتها الروحية، أو موضوع يخص نظافة الشارع أو استلهام تراث الوطن، أو موضوع للتحذير من حوادث الطرق ونبذ الإرهاب، وتعليم كيف يكون التسامح من خلال العمل الجماعي مع زملائه، وقبول النقد والتقويم عند ممارستهم الرسم أو التراكيب بالخامات، مع ما يتبع من تأكيد ذاتية الطلاب وإتاحة الفرص للتعبيري عن انفعالاتهم ومشاعرهم وتكوين شخصيتهم، والقدرة على التفكير والتأمل في بديع صنع الله، وموازنة عند تأمُّل ما يحيط به من الطبيعة بكل تفاصيلها، لرسمها رابطاً بها بيئته والسير بالثقافة الفنية في مجالات تراثنا الفني والشعبي. أما غزل الصوف أو أي خامة، فهي جديرة بأن تجعل الطالب يحترم العمل اليدوي ومن يقومون به، إضافة إلى الاستمتاع بالقيم الجمالية ومعرفة مواطن الجمال في الأشياء التي يشاهد.
من المؤسف أن يملى على الناشئة ما لا يعلمون أبعاده، وأن لا يوجهوا إلى كيفية طرح الرأي دون إساءة، فمنهج أو مادة التربية الفنية عمرها عمر التعليم في بلادنا، ولها مكانتها في التعليم في كل دول العالم.
إنّ ما أشار إليه الطالب بالاهتمام بالابتكار، يُعَد جزءاً من التحول لرؤية (2030) التي نأمل من واضعي منهج التربية الفنية على إعادة النظر في المنهج، لتطوير المادة، لتتوافق مع ما طرأ من تقنيات وسبل تنفيذها، ومنها برامج الكمبيوتر للتصميم والرسم دون التخلي عن القدرات الفردية اليدوية.