بدرية محمد الوهيبي:
أصبحت الحرف والأعمال الفنية التي تعتمد على المواد المعاد تصنيعها شائعة بشكل متزايد. ومن الممكن استثمار أي خامة من الطبيعة مثل البلاستيك والخشب والعبوات الفارغة والورق المقوى والجرائد والمواد المستهلكة الأخرى لإعادة تدويرها وتحويلها لأعمال فنية ذات قيمة اقتصادية.
وبالتأكيد فإن تدوير تلك الخامات وإعادة استخدامها تُعتبر عملية مفيدة للبيئة وتحد من التلوث الذي قد يحصل في حالة عدم تدويرها والاستفادة منها. ويكاد لا يخلو كل منزل من العديد من الجرائد والمجلات والأوراق المستخدمة التي تتراكم لدينا بشكل يومي مما يصعب التخلص منها بطريقة مفيدة.
فبدلاً من التخلص منها وإتلافها دون الاستفادة منها يستحسن تخصيص وقت قليل من أوقات الفراغ لدينا لنصنع لأنفسنا أعمالاً نافعة وذات مردود فني متميز للحد من التلوث البيئي والاستفادة من تلك الخامات المستهلكة. ونستطيع إنتاج أشياء مفيدة وجميلة فنياً من خلال تدوير تلك النفايات وتحويلها إلى أبعاد وقيم جمالية رائعة، ومثل هذه الأعمال لها تأثير في مجال النظافة العامة، وإزالة تلك المواد من العدم إلى قطع فنية جميلة نستخدمها في حياتنا اليومية.
ولتكريس هذا المفهوم في المجتمع يجب تقديم دورات وورش عمل في هذا المجال للمهتمين من الفنانين وأصحاب المواهب الفنية من الصغار والكبار.
وتهدف دورة تدوير الجرائد وصفحات المجلات إلى رفع مستوى الوعي لدى الناس في كيفية المحافظة على البيئة، واستثمار المواد المستهلكة في عمل فني جميل للخروج بها عن المألوف، والاعتزاز بقيمة العمل الفني المنجز من مواد بسيطة كانت سوف تهدر بإتلافها بطرق غير صحيحة.
كما سوف تساهم هذه الدورة في إقناع المتدربين بأن كل شيء يرمى ويتلف من الممكن تشكيله إلى عمل فني إذا أعيد تدويره بشكل فني، وإمكانية توظيف الفن في خدمة المجتمع والبيئة للمساهمة في التخلص من تلك النفايات بطرق حضارية وذات جدوى اقتصادية للمحافظة على سلامة بيئة الوطن. كما تساهم هذه الدورة في تقليل تكاليف المواد الفنية وجعلها في متناول الجميع وخاصة لذوي الدخل المحدود حتى لا تحد التكاليف المالية من إظهار مواهبهم وإبداعاتهم الفنية.
Balwehaibi@yahoo.com