رقية سليمان الهويريني
إن استبشار عائلتي الصغيرة بانضمام عمان إلى دول التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب الذي أعلنه سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع يوازي ويضاهي تماماً فرحة أطفال وشباب العرب والمسلمين بانضمام عمان للتحالف، لدرجة أنني توقّعت أن كافة الشعب العماني سيتناول وجبة الغداء على طاولتنا الصغيرة!
ولا أخال إلا كل سعودي وخليجي مبتهجاً بعودة عُمان للحضن الخليجي، وهذا القرار التاريخي بلا ريب يتماهى مع حكمة السلطان قابوس وإصرار سمو ولي ولي العهد على إنجاز الأمر الذي سيقلب موازين المنطقة، ويعيد سلطنة عمان لمكانها الحيوي مع دول الخليج.
ورغم تمسك القيادة العمانية بسياسة النأي عن الصراعات لعقود طويلة نظراً لطبيعتها الجيوسياسية؛ إلا أن تبدل الظروف وتغيّر الأحوال واقترابها من أتون الخطر قد جعلها تعيد النظر في مواقفها. فقرارها بالعودة للحضن الخليجي الدافئ تقوده حكمة ووقار السلطان قابوس ونظرته الفاحصة للمستقبل الغامض الذي يحيط بالمنطقة والتحوّل الذي تشهده في ظل وضع ملتهب بالعنف والكراهية يقوده ظلاميون وإرهابيون.
إن ما حصل من ابتعاد عمان عن المعترك السياسي الخليجي لا يعدو عن مجرد سحابة صيف عابرة، وزوبعة فنجال زائلة، وما تلبث غير بعيد لتعود المياه إلى مجاريها الطبيعية، فتمخر جداول الفرح عباب الخليج، ويجتمع الرعاة والبحارة في مركب واحد يغنون (آه يا مال) ويترنمون بأغنية (خليجنا واحد وشعبنا واحد) وكأن عمان بطيبة أهلها وحكمة قيادتها وصفاء نفوس حكومتها ونقاء النوايا لا تريد أن يرحل عام 2016 دون أن تهطل غيمة الفرح على أرض خليجنا الكبير لتنظف كل ما علق في الأجواء الأخوية فحجب شمس التواصل وعم الجليد فاقشعرت جلود الخليجيين وشعروا بالوحدة لغياب شقيق فاعل ونشيط عن خريطة المحبة والوصال.
إن حصول السلطان قابوس على جائزة (الإنسان العربي الدولية لعام 2016، من المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون) نظراً لإسهاماته النبيلة في مجال حماية ودعم وتعزيز حقوق الإنسان محليًّا وعربيًّا ودوليًّا توّجه السلطان بانضمامه إلى دول التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب.
فأهلاً بعمان ومرحباً باستكمال العقد الخليجي الجميل.