«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
كل إنسان يولد في هذه الحياة يحمل سرة معه. والسرة هنا ليست من السِّر الذي يعود للإسرار والخفايا، لكنها السرة التي يحملها الإنسان في بطنه منذ لحظة قطع حبله السري، الذي كان متصلاً بكيس المشيمة.
والسرة هي التي تشكل علامة بارزة وواضحة في بطن كل واحد منا، سواء كان رجلاً أو امرأة. وتقع السرة كما في التشريح الفسيولوجي لجسم الإنسان في ما بين الفقرة الـ3 - والـ4.
وهناك اختلاف في بعض الحالات بين الفقرة الـ3 - الـ5. وشكل السرة - سبحان الله - يختلف من إنسان لآخر، مع أن تكوينها ينتج من ربط نهاية الحبل السري مكونًا العقدة (السرة).
ومنذ لحظة الولادة يعتني الطبيب أو الممرضة بتطهير السرة بصورة محافظة على صحة المولود. وتحدث أحيانًا التهابات في السرة، قد تؤدي إلى أمراض إذا لم تعالَج بصورة جيدة. وكم من مولود توفِّي في الماضي في بلادنا وغير بلادنا نتيجة عدم الاهتمام بنظافة سرة المولود والعناية بها من قِبل «الولاّدة» أو القابلة، أو حتى الأم، لكن - بفضل الله ثم بتقدم الوعي والطب وانتشار الرعاية الصحية - اختفت هذه الظاهرة في العالم.
ومع مرور الأيام تتغير السرة نتيجة لاكتساب الرجل السمنة، وبروز الكرش الذي يدفع بالسرة إلى داخل البطن.
وتجدر الإشارة إلى أن ثقافة وتقاليد بعض الدول - وعلى الأخص في شرق آسيا، كالهند وتايلاند وسريلانكا - تجعل النساء والفتيات وحتى الرجال لا يقومون بتغطية منطقة البطن (السرة)، بل يعتزون بها، ويجعلونها واضحة ونقطة اعتزاز وجمال وحتى إثارة! وفي بعض الديانات للسرة قدسيتها وأهميتها وتقديرها، بل بعض القبائل والعائلات الهندية والسريلانكية تقوم النساء والفتيات بتجميل السرة، ووضع فصوص وحلقات! وفي العقود الأخيرة انتقلت هذه العادة إلى دول أوروبية وأمريكية؛ فراحت بعض الفتيات تهتم بسررهن وتزيينها بالحِلَق والفصوص المعدنية، بل حتى بأحجار الماس، إضافة إلى إحاطتها برسوم وأشكال من «التاتو» الوشم.
وفي المعابد بالهند وتايلاند والصين توجد تماثيل ورسوم تجسد «السرة» بصورة مدهشة تأكيدًا لاهتمامهم وتقديرهم لها؟!
هذا، ويؤكد أطباء نفسانيون ألمان أن شكل السرة بإمكانها أن تشير إلى وتساعد في تشخيص متوسط العمر المتوقع للإنسان والصحة العامة والحالة النفسية.. وينصح الأطباء بالاهتمام بنظافة السرة للكبار والصغار ولكن بصورة لطيفة، وعدم إدخال أشياء حادة، ويفضل أن تُستخدم الأعواد القطنية الخاصة بنظافة الأذن، وهي متوافرة في كل مكان تقريبًا، على أن يتم تنشيف «السرة» بعد الاستحمام مباشرة، ولا يُترك داخلها بقايا ما، وخصوصًا لمن تكون سررهم مدفونة نتيجة للسمنة أو الكرش؛ حتى لا تتكون الفطريات داخلها، وربما سببت مع الإهمال التهابات أو أمراضًا جلدية أو حتى باطنية.