ماجدة السويِّح
تصاعدت ظاهرة الإسلاموفوبيا مع الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وانتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي ضاعف من حدتها بحسب تقرير خاص نشر حول تحول الإسلاموفوبيا من خطاب كراهية إلى أعمال عنف وتهديدات بالعنف.
خلق الخطاب السياسي أرضا خصبة لتضاعف التهديدات وأعمال العنف ضد المسلمين، ففي عام 2015 ظل العنف ضد المسلمين أعلى بكثير من مستويات ما قبل 11-9 ، فهم أكثر عرضة للمعاناة من الاعتداءات الجسدية، ما يقرب من 9-6 مرات أكثر من بقية الأقليات.
أحدث قصة تفاعل معها جمهور الشبكات الاجتماعية قصة نجم اليويتوب آدم صالح الأمريكي ذو الأصول العربية بعد نشره لمقطع فيديو يظهر فيه، وهو يعترض على طرده من الطائرة التابعة لشركة دلتا الأمريكية، بعد شكوى من الركاب حول تحدثه باللغة العربية مع والدته على الهاتف وشعورهم بالانزعاج وعدم الاطمئنان، بحسب الفيديو الذي نشره على الفيسبوك وحصد أكثر من 30 مليون مشاهدة، وتفاعل منقطع النظير.
الشركة واجهت الأزمة بعد انتشار المقطع، ووصمها بالعنصرية، بإصدار بيان يوضح حقيقة ما حدث بحسب رواية بعض الركاب الذين أكدوا أن صالح ومرافقه تسببوا في إزعاج ركاب الطائرة بأصواتهم العالية والصراخ.
مصداقية صالح في نشر الحادثة ضعيفة، ولم تؤخذ من قبل الشركة على محمل الجد نظرا لتنفيذه أكثر من مقلب في المطارات ومع رجال الشرطة. شغف نجم اليوتيوب بالشهرة وعمل المقالب انقلبت وبالا عليه، لأن الشركة ستأخذ في الحسبان الخلفية التاريخية للمتضرر من الطرد لإثبات صحة إجراءاها.
كما تفاعل كثير من المغردين مع قصة الطالب الجامعي المسلم الذي رفض رئيس جامعة «نيو هيفن» أن يصافحه في حفل التخرج، لتصدر الجامعة بيانا توضح فيه أن رئيس الجامعة لم يصافح أي من الطلبة البلغ عددهم 300 خلال حفل التخرج الطلبة، تجنبا للعدوى وخوفه من انتشار عدوى فيروسية منتشرة في الولاية خلال هذه الفترة.
ولعل أهم سؤال يتبادر للذهن هل مبادرة ومسارعة الكثير من النخب الثقافية وقادة الرأي للتعليق على الحوادث المرتبطة بالإسلاموفوبيا وغيرها، دون تبيان الحقيقة كاملة والاكتفاء بأنصاف الحقائق يخدم جهود الناشطين في مجال مكافحة العنصرية والتمييز أو يضعفها؟!!
تفاعل المجتمع السعودي والنخب من أعضاء مجلس الشورى، وقادة الرأي في التعليق والكتابة في وسم حادثة صالح أو الطالب الجامعي، هو تحول كبير في التعاطي مع الأحداث دون التثبت من مصداقيتها، أو سماع صوت الطرف الآخر، فأبلغ وصف للواقع أن النخب وقادة الرأي تحولوا من التأثير إلى التعليق!!
وظيفة النخب وقادة الرأي أن تقود الرأي لا أن يقودها الجمهور بأنصاف حقائق و بقصص غير مكتملة، فقيادة الرأي تعتمد على المصداقية والتأثير في خدمة القضايا التي يتبناها المثقف وصاحب الرسالة، لا التعليق ومطاردة السبق في المشاركة بكل وسم على تويتر دون تثبت من المحتوى المنشور، فالعدل لخدمة قضايانا يتطلب أن نجعل نصب أعيننا قول الفاروق -رضي الله عنه-: انظروا لمن فقأ عينه، فربما يكون قد فقئت عيناه.