جاسر عبدالعزيز الجاسر
ليست المرة الأولى التي تحذر المملكة العربية السعودية من تنامي ظاهرة إنشاء المليشيات الطائفية الإرهابية، فبعد التوسع من قبل عملاء ملالي إيران في تكوين المليشيات الطائفية الإرهابية التي تنوعت باستقطاب العديد ممن امتهنوا القتل من مكون طائفي محدد تحولوا إلى قتلة مأجورين، تضاعفت وحشيتهم بشحنهم طائفياً، وقد ركز ملالي إيران وعملاؤهم من قادة الأحزاب الطائفية الذين جلهم من أصول فارسية على المهمشين في المجتمعات المستهدفة ومن أبناء طائفة محددة، ومن اللاجئين وبالذات الأفغان والعراقيين ومن العاطلين في الهند وباكستان ومن أموال «الخمس» التي يفترض أن تصرف على الأعمال الخيرية والتعليم، وجه ملالي إيران أعوانهم في العراق والهند وباكستان بصرف تلك الأموال التي تجمع من أبناء الطائفة على تكوين وإنشاء المليشيات الطائفية الإرهابية وإرسالها إلى سورية بحجة الدفاع عن المدافن الشيعية في سورية التي يشكك المؤرخون الموثقون بصحتها، وقد أمكن لهؤلاء الطائفيين وبمساعدة نظام الأسد، ونظام نوري المالكي في العراق الذي يسير عليه خلفه حيدر العبادي، إقامة وإنشاء العديد من المليشيات الطائفية التي أصبح عددها في سوريا والعراق يفوق الجيوش الوطنية، سواء من حيث عددها أو أعداد المنتسبين لها، فالمليشيات الطائفية تفوق عدد الفرق والألوية في جيش سوريا، أما العناصر الإرهابية المنضمين لتلك المليشيات فأعدادهم تتجاوز أعداد العسكريين في الجيشين الرسميين لكل من سوريا والعراق، أما مليشيا حزب حسن نصر الله التي تتبع ما يسمى زوراً «حزب الله» فقد أصبحت أقوى من الجيش اللبناني الرسمي، وأعداد أفرادها أكثر من ذلك الجيش، وكل تلك المليشيات يقودها ضباط من الحرس الثوري الإيراني ويرتبطون مباشرة بفيلق القدس الذي يقوده جنرال الإرهاب قاسم سليماني، بل إن الكثير من قادة تلك المليشيات هم في الأصل ضباط في الحرس الثوري كقائد الحشد الشيعي العراقي هادي العامري الذي وضعه ملالي إيران على رأس تنظيم فيلق بدر الشيعي إبان الحرب العراقية الإيرانية منتدباً من الحرس الثوري، حيث كان يحمل رتبة عميد في الحرس.
ملالي إيران واستنساخاً لما قاموا به في إيران من تشكيل جيش موازٍ للجيش الوطني، تم تجميع المليشيات الشيعية الإرهابية في العراق وتكوين جيش موازٍ أطلقوا عليه مسمى الحشد الشعبي، وما هو إلا حشد لأتباع خميني في العراق وبقيادة صفوية، أجبرت حكومة حيدر العبادي على تمويله وصرف الرواتب لأفراده بما فيهم الضباط الإيرانيون الذين يتولون تدريبه وقيادته.
تكوين هذا الجيش الطائفي المسلح الذي تكوّن في غفلة من باقي العرب رغم تحذيرات السعودية ودول الخليج العربي، هدفه تحويل العراق وأبنائه، خاصة من أبناء الطائفية الشيعية المختطفة من الصفويين، سواء من عملاء أيتام خميني أو من قادة الأحزاب الطائفية أصحاب الأصول الفارسية، إلى مليشيات وعصابات لتهديد دول الخليج العربية وشن اعتداءات على الدول العربية المجاورة للعراق، كالمملكة العربية السعودية والأردن والكويت، وسوف لن يكون ذلك اليوم ببعيد، والذي سيشهد اعتداءات من عصابات الحشد الطائفي على الكويت والسعودية، وعندها سيكون على من لا تزال مواقفهم تتسم بالغفلة أن يحسموا أمرهم إما السقوط في وحل العمالة لملالي إيران أو الدفاع عن الكرامة العربية.