إعداد - سامي اليوسف:
الاعلام النزيه يقرأ الواقع، ويحذر من المستقبل .. الإعلام النزيه لا يطبل ويتميز بمهنيته.
كتبنا «وما أكثر ما كتبنا» عن سوء إدارة لجنة الحكام، وسوء مخرجاتها وضررها على مستقبل الحكم والتحكيم السعودي، وعلى مدار سبعة مواسم رأينا علامات الوهن والشحوب على محيا التحكيم السعودي، ولكن كما يقال في العامية «عمك أصمخ»، فالمسؤول لا يسمع، ولا يقرأ ، ولا يتدخل.
حضور الخبير الإنجليزي هاورد جاء في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وبحضوره حضرت الازدواجية في العمل المتعلق بالحكام.
أزمة الثقة الراهنة لن يحلها إلا تغييرات جذرية في الفكر الذي يسيطر على ادارات لجان التحكيم منذ عقود، وهو مرتهن لحكام معتزلين لم يقدموا ما يشفع لهم في الملاعب «أستثني هنا الثلاثي: الزيد والطريفي وجلال»، ندور في حلقة مفرغة بين مقيمين مشجعين، تجاوزهم الزمن فاقدين لروح التطوير ولغته، وبين حكام سابقين فاشلين حضروا للانتدابات والسفريات والعلاقات الخاصة. ووصلنا إلى مرحلة يتلفظ فيها الحكم الدولي المهزوز في قدراته وأدائه على لاعبي فريق محدد بألفاظ شوارعية أقلها: «اقلب وجهك»!
حكام لم يمارس معظمهم كرة القدم، ولايجيدون اللغة الانجليزية، ولا وجود لهم على الصعيد النخبوي في آسيا، وآخرون لا يتجاوزون كوبر، وكروشهم تتدلى أمامهم وكأنهم حكام صالات أو دورات رمضانية يسلخون اللاعبين والمدربين والاداريين بتقارير تتحول إلى عقوبات انضباطية دون حسيب أو حتى مساءلة من رقيب!
الحل المؤقت يكمن في فتح الباب لطلب الحكام الأجانب، ولا نقصد بالأجانب الحكام من أوروبا بل نشمل معهم الحكام من أمريكا الجنوبية، وأفريقيا، وآسيا، وحكام العرب والخليج النخبة بتكاليف متفاوتة.. فالتحكيم المحلي لم يعد يوجد فيه «فاتح العين» الذي لا يتأثر من سطوة «المرتزقة» من الاعلاميين الذين باعوا شرف المهنة لميولهم وجيوبهم، أو مشجعي «تويتر» الذين يختفون خلف أسماء مستعارة وهم لا يراقبون الله ولايخشونه في تغريداتهم وتوجهاتهم القذرة.
التحكيم هو العمود الفقري لأي مسابقة، وبالتالي حجر الزاوية في نجاح أي اتحاد رياضي .. إذا صلح صلحت معه كل النتائج، وإذا فسد فسدت معه كل النتائج .. والله على ما أقول شهيد.