عثمان أبوبكر مالي
هل كان إصرار لجنة الحكام الرئيسية على طاقم تحكيم محلي لإدارة مباراتَي نصف نهائي كأس سمو ولي العهد الاثنين والثلاثاء (مغامرة) منها، سواء كانت محسوبة أو غير محسوبة؟!
في كل الديربيات ومواجهات الكلاسيكو التي تقام لدينا الكلمة التي تخرج مباشرة عندما يُسأل أحدهم «لماذا لا يديرها طاقم (محلي)؟» تكون الإجابة المباشرة والصريحة فيها (خليه يولي)! وعندما يفرض (الطاقم المحلي) في مباراة كما حصل الاثنين والثلاثاء يضع الكثيرون أيديهم على قلوبهم، ويقولون (الله يستر)!
ليس الرفض في كل الأحوال (تعصبًا)، ولا يمكن أن يكون كرهًا للحكم المحلي، ولكنها (التجارب الفاشلة) التي عاشتها كثير من المباريات الكبيرة وبعض النهائيات مع عدد من الحكام (في الماضي والحاضر)، مما جعل الرفض يترسخ في الشارع الرياضي، ويكبر عند جماهير الأندية، وترضخ وتقبل وتصر عليه إدارات بعض الأندية، ويتشدد فيها جمهورها وإعلامها. وعندما تأتي (ظروف) وتفرض الحكم المحلي في بعض مواجهات الكلاسيكو أو الديربي، ثم ينجح ويقود المباراة بجدارة إلى بر الأمان، يسود اعتقاد بأنها حالة استثنائية، لا تتكرر مع كل حكم، وقد لا تتكرر مع الحكم نفسه. وآخر الأمثلة ما حدث للحكم خالد صلوي، الذي أدار مواجهة ديربي الغربية (دوريًّا) وقادها بنجاح، وانتهت بالتعادل السلبي، لكن الحكم نفسه لم يستطع أن يحقق النجاح أو الرضا نفسه عندما قاد بعدها بأسابيع (ديربي آخر) أقل سخونة وحدة وتوترًا، لكنه لم يحقق النجاح نفسه أو يقترب منه، وكانت له أخطاء مؤثرة. وهذا مجرد مثال إلا
مباراة (ديربي العاصمة) التي أُقيمت الاثنين في نصف نهائي كأس سمو ولي العهد، التي فرض فيها اتحاد الكرة طاقمًا محليًّا بقيادة الدولي تركي الخضير، ومساعدة أحمد فقيهي وخلف زيد، والحكم الرابع خالد الطريس، وقد وُفِّقوا تمامًا في قيادتها، وتمكن الخضير من فرض شخصيته وسيطرته على مجرياتها، وتطبيق القوانين بدقة عالية؛ لينجح بشكل كبير في السير بها إلى بر الأمان مع أقل الأضرار على الجانبين.
بالتأكيد لم تخلُ المباراة من أخطاء وقرارات غير صحيحة، كان يمكنها أن تعصف بها تمامًا، وبمجهود الرباعي، لولا (التعاون العملي) ومساعدة الطاقم لبعضهم البعض خلال مجرياتها، وفي أحداثها وقراراتها المهمة، خاصة قرار ركلة الجزاء الثانية التي احتسبها الخضير لفريق النصر قبل أن يتراجع عنها بإشارة من مساعده الأول، وأيضًا يتراجع عن احتسابها (حالة تمثيل) بتدخل من الحكم الرابع؛ ليكتمل القرار في صحته، وفق ما اتفق عليه خبراء تحليل التحكيم.
آمل أن تكون مباراة الأمس التي جمعت فريقَي الاتحاد والأهلي (ديربي الغربية) لتحديد الطرف الثاني الذي سيواجه النصر في نهائي البطولة المنتظر قد انتهت بسلام (تحكيميًّا)، ولم تشهد ـ كالمعتاد ـ أخطاء مؤثرة عليها وعلى نتيجتها، أو حتى (لغطًا) يُتداول بين أنصار الفريقين والرياضيين عمومًا؛ يغطي الجوانب الأخرى الجميلة والمهمة فيها؛ لتكتمل الصورة، ونبدأ نراهن أن (الحكم المحلي ما يولي)!
كلام مشفر
* رباعي مباراة ديربي الرياض قدَّم (نموذجًا) مبسطًا من المطالب التي نادينا بها كثيرًا، حول أن يكون لدينا طاقم تحكيم يظهر كـ(فريق عمل) حقيقي، يعمل ويعاون بعضه، وينجح في الخروج بالمباراة إلى بر الأمان، حتى وإن كان فيها أخطاء إلا أنها تندرج تحت مقولة (أفضل الحكام أقلهم أخطاء).
* نجاح مغامرة لجنة الحكام في الطاقم المحلي الذي أدار مباراة ديربي الرياض (غطى) على المغامرة الكبيرة جدًّا التي أقدم عليها مدرب النصر السيد (زوران)، وهي مغامرة محسوبة، بشر بها مبكرًا، وأعلنها، وراهن عليها، ونجح، سواء في طريقة اللعب أو التشكيل أو الأسماء التي أشركها، وكانت نموذجًا بين حيوية الشباب وخبرة الكبار ودور المخضرمين.
* المغامرة كانت (مفاجأة) كبيرة بالتأكيد لمن يتابعون النصر منذ سنوات، وعن قرب من جماهيره، فكيف بمدرب الهلال دياز؟! الذي وقف مشدوهًا أمام ما يراه ويحدث أمامه في المباراة؛ لتنتهي بفوز (كاسح) للعالمي، أخرج به الزعيم من بطولته المفضلة، وحرمه من تحقيق إنجاز غير مسبوق بالوصول إلى نهائي البطولة عشر مرات متتالية، وإن كان رقمه الحالي الكبير هو أيضًا غير مسبوق، وأتوقع أن يبقى صامدًا لسنوات طويلة.
* مبروك للنصر وصوله الكبير والمستحق ليكون سفيرًا في نهائي كأس ولي العهد، وحظًّا أوفر للهلال، وألف مبروك للطرف الثاني المتأهل من مباراة الأمس بين الاتحاد والأهلي؛ ليكون السفير الثاني في النهائي، مع تمنياتي لحكمها (المنتظر) بأن يكون أهلاً (للتكريم) الذي سيقدَّم له.