سعد الدوسري
ارتفاع وعي المواطن، وزيادة عدد منصات التعبير عن الرأي. هذان العاملان هما ما حفّزا كافة المؤسسات الرسمية المعنية بإصدار الموازنة، للعمل بشكل شفاف، حرصاً منها على عدم حدوث أي لبس، من شأنه أن يشوش على المواطن، أو يتيح المجال للمغرضين، لكي يصطادوا في الماء العكر؛ أي أن هناك تخوفين، الأول من المواطن، والآخر من المراقب الخارجي، الذي سيغوص في الأرقام، لكي يتصيد ما يحقق رغبته في الهجوم على المملكة. وفي كلا الحالتين، فإن الوسيلة الإعلامية التي سيستخدمها الطرفان هي منصات الإعلام الجديد، وهذه المنصات اليوم، هي أكثر تطوراً من العام الماضي، وبمقدورها أن تنشر الإيجابيات والسلبيات، خلال ثوان، وبلا رقابة مسبقة.
إن مثل هذا الحراك الإعلامي الالكتروني، لن يفيد المواطنين فحسب، بل سيفيد المؤسسات الرسمية، فهو صورة حية وحقيقية للرأي العام الشعبي، دون أي مكياج. ومثل هذه الصورة سترسم خارطة طريق للمسؤولين، وستجعلهم يعرفون ما هي محطات الضعف وما هي محطات القوة في برامجهم، وهذا أسرع وأسهل من الدراسات التحليلية وقياسات مؤشرات الرأي العام التي تكلف الدولة الملايين، ويكون مصيرها الأدراج الصدئة. وهنا، يجب على القيادات التي لا تزال خارج وسائل التواصل الاجتماعي، أن تتحول للاهتمام بها ومتابعتها والمشاركة فيها، واستخلاص النبض العام من أوردتها وشرايينها.