أمل بنت فهد
يبدو أن لدينا ثورة يمكن أن نسميها مجازاً ثورة الأسواق وتحدي المساحات.. مراكز تجارية ضخمة تضم عدداً أضخم من السلع.. أبدع في تصميمها المصممون.. وهو جهد يشكرون عليه.. ولكن! وبعد لكن تأتي التخبطات والأخطاء التي تسخر وبشدة من عمل المبدعين حين يقدمون تحفة مذهلة.
هل يوجد من يرى التسوق عملية مضنية كأنها تحد لقدرتك على التركيز حين تكون المحالات متناثرة ما بين ممر ودور.. ولأختصر القصة.. تخيل أنك تريد أن تشتري منتج معين.. حذاء مثلاً.. دخلت هذا المركز الضخم.. والمترامي الأطراف.. والمحالات التي تبيع سلعتك المعينة متناثرة أيضاً.. أحدها بجانب البوابة.. والثاني في الدور العلوي.. والثالث في آخر السوق الشرقي.. والرابع في أول السوق الغربي.. وهكذا.. لذا عليك أن تكون متسلحاً بحذاء مريح جداً.. ولديك وقت طويل جداً.. يكفي قطع المسافات.. ويكفي وقت المقارنة بين الأسعار والجودة.
هذا في حال أردت سلعة واحدة بعينها.. فكيف إن أردت أكثر من سلعة! بالطبع كان الله في عونك.. فالتسوق هنا تحد لوقتك وجهدك وقدراتك الجسدية ومالك أيضاً.
لا أدري كيف يتم توزيع المحلات في مراكز التسوق.. لكن الذي أعرفه أن هذه الفوضى في توزيعها ليست فناً ولا ذكاءً ولا أي شيء.. عدا أنها فوضى.
ماذا لو كانت مواقع المحلات بحسب نوع السلعة.. كلها جنباً لجنب.. تستطيع من دخولك المركز أن تحدد خطتك في التسوق.. لأن الماركات المختلفة والتي تبيع نفس السلعة.. كلها أمامك واضحة وفي متناول يدك ووقتك.
حتى البائعين أصحاب المحلات في الأطراف البعيدة والتي عليها إقبال أقل.. بسبب أن المتسوق قد يصل لها بعد أن «ينهد حيله» أو حتى ينقطع به الجهد ولا يمر من هناك البتة.. لذا تجد أماكن مزدحمة.. وأخرى تشتكي البطالة.. والضحية هو مرتاد السوق.
لذا ليت أنكم تكملون إبداعكم في المراكز التجارية ذات المساحات الواسعة.. وتفكرون قليلاً بالتنظيم الذي سيساعد البائع والمشتري.
بعض المحلات التي تبيع عدة سلع تحت سقف واحد وقعت في نفس الخطأ.. تجد حين تدخلها نفس الحكاية لكن بوضع أصغر.. الأحذية موزعة في كذا مكان.. القطع المتشابهة كذلك موزعة في كذا مكان.. وهكذا تلف وتلف.. ولا ينتهي الدوار!
قليلاً من التنظيم يا تجار!