عماد المديفر
منذ 2004م وحتى اليوم.. وست حروب ضد الشعب اليمني وضد الدولة اليمنية خاضها التنظيم الخارجي العقدي الإسلامي السياسي المسلح لأبناء التكفيري الساعي ليحكم أبناء اليمن باسم الدين «بدر الدين الحوثي».. وفي كل مرة يسعى اليمنيون فيها لحقن الدماء وللسلام: تقدم الدولة والشعب اليمني لهذا التنظيم معاهدات للمصالحة والسلام مرة تلو الأخرى، في محاولات حثيثة لاحتوائه كمكون من مكونات الشعب اليمني كما ظنوا أول الأمر كمجتمع قبلي؛ إلا أن الحوثي وعلى غير العادات القبلية العربية الأصيلة.. يخون العهود، وينقضها واحدة تلو الأخرى.. ويستمر في مخططه الإرهابي المسلح، ودعمه لما يسمى بـ «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» لإثارة مزيد من القلاقل والإرهاب في اليمن وفي السعودية، بل ماداً صلاته بالتنظيمات الإرهابية المسلحة في الصومال، وقراصنة بحر الصومال لخدمة مشروعه.. وحتى قيامه بالانقلاب العسكري على الرئيس منصور هادي، ومحاولة قتله وقصف منزله في عدن.. ثم هم يدخلون المفاوضات التي رعتها الأمم المتحدة في جنيف ثم الكويت بعد أن ادعوا كالعادة أنهم يمثلون مكوناً (مظلومًا) من مكونات الشعب اليمني.. ثم هم يماطلون ويماطلون.. وينقضون عهودهم وينتهكون في كل مرة معاهدات وقف اطلاق النار.. كاذبون.. مخادعون.. لا عهد لهم ولا ذمة.. يرفعون راية المظلومية وهم قد دمروا اليمن وشعبه.. وسفكوا الدماء.. وجندوا الأطفال.. وجوعوا الناس.. وزرعوا الألغام في الحقول والسهول.. ونشروا الإرهاب.. وأهلكوا الحرث والنسل.
هذا التنظيم الطارئ على اليمن أنشأه حديثاً بصيغته المسلحة وصبغته «الجهادية» بين أبناء بدو اليمن الشمالي القبلي العميل «حسين بدر الدين» بعد عودته من إيران التي مكث فيها ثماني سنوات، وبعد زيارته لحزب الله الإرهابي في لبنان نهاية التسعينيات الميلادية ومطلع الألفية الثانية.. مستغلاً الوضع الاقتصادي والاجتماعي والجهل العلمي والسياسي والديني.. ومحاولاً اختطاف المذهب الزيدي والجنوح به للطائفية والتكفير والحديث باسم الزيدية، وكان قد بدأ قبل ذلك بمشروعه هذا فعلياً، ومهد له الأرضية منذ انشائه «حركة الشباب المؤمن» بداية التسعينيات، مستلهماً ثورة الخميني، ومدعوماً منها.. الأمر الذي أغضب علماء الزيدية الأفاضل حينها، فأصدروا بيانات عدة تحذر منه ومن ضلالاته وأتباعه، وتنكر أن تمت أقواله وأفعاله للمذهب الزيدي، بل تحرم الإصغاء إلى ما أسمته «البدع والضلالات» كما تحرم «تأييدها والرضا بها».. وأن ما جاء به حسين وأبوه من «تكفير وإساءة للخلفاء أبي بكر وعمر رضي الله عنهما»، ووصم أهل السنة الشوافع بـ «النواصب» و»الظلمة» و»أهل الباطل».. بأن ذلك كله «ليس من المذهب الزيدي في شيء.. بل هو مستورد من فكر الإمامية الاثنى عشرية وولاية الفقيه» والمفارقة أن كتب أئمة الزيدية تنص على «كفرهم» و»ضلالهم» كما ذكر الإمام الهادي يحيى بن الحسين ثاني أكبر شخصية زيدية بعد الإمام زيد رضوان الله عليه.. في كتابه المرجع:»الأحكام» حيث شنع عليهم دون سواهم، ووسمهم بـ «المشركين» بحسب وصفه وفق المعتقد الزيدي، بخلاف أهل السنة الذين لا يرى أن هناك اختلافاً جوهرياً بينهم والزيدية بحسب الكتاب، وبحسب أقوال أئمة الزيدية عبر التاريخ.
واهمٌ وجاهل أو أنه متواطئ؛ ذلك الذي يردد بأن تنظيم الحوثيين الذي نراه اليوم تحت ما يسمى بميليشيات «أنصار الله» -والنابع من «حركة الشباب المؤمن» الراديكالية الظلامية التكفيرية الخرافية التي تأسست عام 1992م على يد العميل «حسين بدر الدين الحوثي» أو»حسين اليماني الممهد لخروج الإمام المهدي» كما سعت إيران للترويج بين الجهلة.. حيث كشفت تقارير أمنية يمنية حينها أن الحوثي عمل بشكل دؤوب على توزيع كتاب خرافي خبيث بين جهلة شمال اليمن بعنوان: «عصر الظهور» للبناني علي الكوراني الذي أبرز على صدر طبعة 1424هـ قوله: «بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران؛ ارتفع مؤشر الاهتمام بعقيدة المهدي المنتظر في شعوب العالم الإسلامي بالسؤال عنه، والحديث حوله».. ثم خصص فصلاً لليمن بعنوان: «اليمن ودورها في عصر الظهور» مدعيّاً ورود ما يسميها بـ «أحاديث متعددة عن أهل البيت» تؤكد «حتمية» حدوث ما يصفه بـ «الثورة الإسلامية في اليمن» وأنها «الممهدة للمهدي، وأنها أهدى الرايات في عصر الظهور» وأن قائدها «المعروف بالروايات باسم اليماني.. اسمه حسن أو حسين من ذرية زيد بن علي.... وأنه يخرج في قرية (كرعة) في منطقة بني خولان قرب صعدة» وكل هذه الخرافات بهدف الاشارة للعوام والجهلة بأن «حسين بدر الدين الحوثي» هو القائد المقدس المقصود الذي جاءت الروايات بـ «وجوب الإيمان به ونُصرته واتباعه».. مدعياً بأن: «ثورة اليماني ورايته أهدى من ثورة الإيرانيين ورايتهم».. مبررا ً ذلك بقوله: «المرجح أن يكون السبب الأساسي في أن ثورة اليماني أهدى: أنها تحظى بشرف التوجيه المباشر من الإمام المهدي عليه السلام -صاحب السرداب- وتكون جزءاً مباشراً من خطة حركته، وأن اليماني يتشرف بلقائه ويأخذ توجيهه منه»..!
أقول إنه إما واهم وجاهل أو أنه متواطئ.. من يردد أن هذا التنظيم الخرافي الإرهابي الدخيل على اليمن والعميل لإيران من ساسه ومرجعيته الأيدولوجية، إلى رأسه الثوري المسلح.. أنه يمثل أهلنا الزيدية في اليمن!
المقالة القادمة نواصل تسليط الضوء على المخطط الإيراني الخبيث عبر ميليشيات الحوثي الإرهابية. إلى اللقاء.