عبد الكريم الجاسر
أخبار الصفقات العالمية للاعبي كرة القدم الأبرز في العالم تصلنا يوماً بعد يوم حيث يشعر المرء أن هناك هجرة كروية لنجوم كرة القدم نحو الصين وبمبالغ فلكية لا يمكن أن تدفعها دولة أخرى سوى الدول المتقدمة أو غيرها.. والسبب في هذه الثورة الكروية هو التوجه الصيني الذي تأمل بموجبه الصين أن تصبح قوة كبرى في كرة القدم.. حيث وضعت الدولة برنامجاً لتطوير كرة القدم يعتمد على نشر اللعبة وإتاحة الفرصة لممارسة أكبر عدد من الأطفال للكرة من خلال خطة رسمية تشمل إقامة 20 ألف أكاديمية كروية تستقبل 30 مليون تلميذ لممارسة اللعبة خلال السنوات الأربع المقبلة وطبعاً المقصود هنا تلاميذ السن الملائمة لممارسة كرة القدم في سن مبكر وهم البراعم والصغار عموماً، وتسعى الصين لتصبح من القوى الكروية العظمى بحلول العام 2050م.. وهذه الإستراتيجية ليست ببعيدة عما فعلته اليابان لنشر كرة القدم في البلاد والانطلاق من الصفر حيث لم تكن اللعبة تملك أي شعبية في اليابان إلى أن تم تطبيق إستراتيجية كاملة جلبت أفضل الأسماء الكروية في العالم في ذلك الوقت ونشرت ثقافة كرة القدم بين مواطنيها لتصبح قوة كروية آسيوية لا يمكن تجاهلها.
وبالنظر لمثل هذه الدول نجد أنها بدأت من الصفر وحققت ما تريد أو هي في الطريق لذلك رغم عدم امتلاكها لأساسيات نشر اللعبة وممارستها بالمقارنة مع ما هو موجود لدينا.. فلو طبقنا مثلاً ما يعمل عليه الصينيون حالياً لأمكننا تحقيق نتائج أفضل مع مستوى صرف أقل لكونك لست بحاجة للتعاقد مع مشاهير العالم في كرة القدم لنشر اللعبة.. حيث تحظى كرة القدم بشغف على كافة المستويات لدينا وما نحتاجه فقط توفير الإمكانات لممارسة اللعبة بشكل أوسع في المدارس والساحات والأندية وإنشاء أندية الأحياء.. وفي تصوري لو أننا نفذنا نفس ما قامت به الصين من افتتاح أكاديميات وجعلها في متناول الطلاب وصغار السن لنجحنا في الحصول على مواهب عديدة ولتفوقنا أيضاً على الأندية في إنتاج المواهب وتقديمها للكرة السعودية من خلال الأندية وبشكل أفضل.. فنحن لا زلنا نطالب وسنظل كذلك باعتماد برنامج وطني يركز على المجتمع ولا علاقة له بالأندية لكن مخرجاته ونتائجه بالتأكيد ستصب في مصلحة الأندية التي ستجد العديد من المواهب الجاهزة والمكتشفة مبكراً لتمارس اللعبة في الأندية والمكتشفة مبكراً لتمارس اللعب في الأندية على اختلاف مستوياتها وفئاتها.. وهذا مطلب ملح وقوي إذا ما أردنا أن نضع أقدامنا على خارطة كرة القدم العالمية.. ولعلنا هنا نتذكر الطموحات والآمال التي كانت موجودة لدى الرئيس العام لرعاية الشباب في ذلك الوقت الأمير سلطان بن فهد حين قال في العام 2010 سننافس على كأس العالم.. ونافسنا فعلاً وحققنا اللقب ولكن في فئة الاحتياجات الخاصة لكننا لا زلنا بعيدين جداً عن الخطط والبرامج التي ستجعلنا ننافس دول العالم المتقدم وهو ما لم نبدأ به حتى الآن وعلى الدولة عاجلاً الالتفات له واستثمار هذا الشغف الجماهيري وهذه الشعبية الجارفة التي تعتبر أرضاً خصبة للنجاح متى وجد العمل الحقيقي المنظم والمعتمد على ميزانيات ومخصصات وهيئت له المرافق والمنشآت اللازمة وكذلك الكوادر المتخصصة التي بالتأكيد ستجد ضالتها في الأرضية الخصبة الموجودة لدينا والتي تتمناها أغلب الدول.
لمسات
* الحالة الوحيدة التي يستطيع نادي الاتحاد خلالها استرداد النقاط المخصومة من رصيده هي إثبات أنه قام بالتسديد قبل القرار.. أما بخلاف ذلك هي محاولات يائسة لن تغير من الأمر شيئاً.
* الحكم محمد القرني الذي قاد لقاء الهلال بالباطن واضح أنه متأثر فعلاً بالهجوم الأصفر على كل حكم يقود لقاءات الهلال.. فتعامله مع لاعبي الهلال ذكرنا بأيام المهنا والعقيلي والجروان.
* المنافسة على بطولة الدوري في رأيي لا زالت مفتوحة على مصراعيها للأربعة الأوائل أو أي فريق يستطيع أن ينهض ويحقق الفوز المتواصل في مبارياته ودخول الأهلي القوي قد يجعل لمنافسه ثلاثية بين الهلال والاتحاد والأهلي إذا استمرت الأوضاع والمنافسات على ما هي عليه حالياً.
* يعتقد بعضهم أن الإعلامي يجب أن يتخلى عن إعلاميته ويردد آراء الجماهير ومواقفها لمجرد أن المنافسين يقوم إعلامهم بذلك.. شخصياً لا أتفق مع هذا الأمر بتاتاً ولا أعتقد أن على الإعلامي أن يكون كذلك مهما بلغ سوء تعصب الآخرين في الإعلام رسالة ومهنة ومصداقية وأمانة لا تهتز أو تتغير باهتزاز المعايير والممارسة.
* تشير الأنباء إلى أن الحارس الشبابي محمد العويس بات قريباً جداً من التوقيع للزعيم و(قد) يعلن ذلك الأسبوع القادم.