يوسف المحيميد
رغم مرورنا بأزمات اقتصادية كثيرة على مدى نصف قرن، تعاملنا معها -كعادتنا- بحكمة ومسؤولية، إلا أننا منذ انخفاض أسعار البترول في منتصف 2014، أصبنا بما يشبه الرعب والقلق غير المبرر، ويعود السبب، ربما، إلى بعض التصريحات غير الدقيقة لبعض المسؤولين، ضاعف تأثيرها مواقع التواصل الاجتماعي، وهي الجانب الجديد في هذه الأزمة، خلافا لأزمات سابقة، كانت آخرها 2008، وقبلها أعوام 1998 و1986 وغيرها من حالات انهيار أسعار البترول الذي يعقبه في العادة نمو اقتصادي وارتفاع مضاعف في الطلب والأسعار، لكن تلك الأزمات السابقة كان تناولها يقتصر على الصحافة، وبشكل أقل في الإنترنت، قبل ظهور «تويتر» و»فيس بوك» و»واتساب» وغيرها من تطبيقات التواصل الاجتماعي الكثيرة.
فليست جيدة أبدًا سياسة التخويف والترهيب، حتى لو كانت بهدف تحفيز الناس على الترشيد، لأننا أساسا ومن غير أزمات ندرك أهمية ترشيد نفقاتنا، على مستوى الدولة والمجتمع، أما المبالغة في التخويف فهي تنعكس سلبا على المواطن العادي، وعلى المستثمر مواطنا كان أم أجنبيا، وكل ذلك بسبب بث آراء عاطفية وغير موضوعية!
إذا كنا في رؤية المملكة 2030، تلك الرؤية الطموحة والمتفائلة، نخطط لتحويل المجتمع إلى مجتمع إنتاج، مجتمع تقني، مجتمع معرفة، فمن الطبيعي أن نعزز فيه أيضًا جانب الموضوعية، بدلا من العاطفة غير المبنية على قراءات متزنة للمستقبل.
ولا يعني ذلك أن نطلق التفاؤل جزافًا، في كل حدث ومناسبة، فالتفاؤل المفرط لا يختلف عن التشاؤم المفرط، كلاهما يفتقدان الموضوعية!