سعد الدوسري
إن ما يسهم في نجاح أية فعالية جماهيرية، ابتداءً من ورشة العمل وحتى مهرجان التسوق، هو آلية التنظيم. فإذا كان المنظمون يعون الآليات المهنية والمعايير المطلوبة، فإنهم بلا أدنى شك، سيقدمون عملاً ناجحاً، وسيترك أصداءً طيبة لدى الجمهور المستهدف.
خلال أسبوع واحد، تواجدت في باريس وفي الدمام، لحضور فعاليتين ثقافيتين، الأولى في اليونسكو للاحتفاء بيوم اللغة العربية، والثانية في جمعية الثقافة والفنون، للإحتفاء بتجربة الشاعرة الدكتورة فوزية أبو خالد، ضمن مهرجان بيت الشعر، في دورته الثانية. وفي الفعاليتين، كان شبابنا وشاباتنا هم من يقف وراء التنظيم، وكنا نراهم وهم يعملون بعشق للعمل، وبتفان شديد له. وكانت النتيجة في المناسبتين، أكثر من رائعة، على الرغم من تواجد ضيوف من خارج المدينتين؛ هؤلاء الضيوف سجلوا انطباعات مبهجة، جعلت من فخرنا بفرق عمل التنظيم، يزداد.
أكثر ما يلفت نظري في منظمي الفعاليات الجماهيرية المحترفين، هو بساطتهم في التعامل مع المواقف المحرجة، والتي قد تربك البعض، وتجعلهم يتخذون إجراءات تزيد الأمر ارتباكاً، لكن أولئك البسيطين، وهذا جزء مهم من الاحترافية في التنظيم، يجعلون الموقف يمر مرور الكرام، مع اعتذار تحفه ابتسامة غير متكلفة. وكذلك الأمر، بالنسبة لاستيعاب المنظمين لحقيقة أن الجمهور متنوع الثقافات والقناعات، وإن من المفترض أن الجميع يخرجون بكمية كافية من الرضا والارتياح.