فهد بن جليد
طبيعي جداً أن يحاول المرجفون، وأصحاب الأقلام المريضة من عشاق إيران وأتباعها، الاصطياد في المياه العكرة مع صدور الميزانية، واتخاذ المملكة بعض الخطوات التصحيحية للدعم الذكي، الذي يحمي أصحاب الدخول المنخفضة والمتوسطة من تبعات فك الارتباط بالنفط، من أجل مُستقبل الأجيال المقبلة، ويحاول هؤلاء المتربصون تخوِّيف الناس بالترويج لأفكار اقتصادية مروِّعة، وقصص من نسج خيالهم حول أزمات مُحدِّقة..إلخ من أشكال الإرجاف في الأرض!.
وجود عصابات إجرامية، وقوى استخباراتية مُعادية، تعمل على مدار الساعة وبنظام (الورديات) المُتعاقبة، لتبث سمومها عبر توتير ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، بأسماء وهمية و ولهجات تشبه لهجتنا - أمر لم يعد خافياً - فتراهم ينشطون في كل هاشتاق ليروِّجوا للأكاذيب ضد بلادنا وقادتها، و ينشروا تلك الأخبار والتحليلات المُفبرَّكة، متربصين بالرعاع والدهماء - للأسف الشديد - ليصنعوا فكرهم، ويشكلوا مواقفهم، في محاولات بائسة لشق صف الوطن، وتشتيت عقلية المواطن، والتشكيك في الولاء للقيادة، والتخويف من المُستقبل، وهو ما قد تراه وتسمعه يتردد على ألسن بعض الجهال في وسائل التواصل الاجتماعي أو المجالس..؟!.
لذا من الواجب على قادة الرأي والفكر، من العلماء والخطباء والمُفكرين والمُثقفين والمُعلمين والمشاهير وحتى الآباء في منازلهم، تنبيه الناس وتذكيرهم بأن هناك من يحاول استغلال شفافية الميزانية السعودية، وإصرار قيادتنا الحكيمة على إيضاح برامج تجاوز الاعتماد على النفط، وخطوات الميزانية (للمواطن) بكل صراحة ووضوح، لتهويل الأمر، والتغرير بالناس نحو اليأس والمُستقبل الغامض، بافتراء إجراءات - لا أساس لها من الصحة - وتضخيم الأمور وكأنَّ مُصيبة قد حلت بالبلاد، بينما الحقيقة أننا من اخترنا العبور نحو المُستقبل عبر طريق الإصلاح الاقتصادي بإرادتنا، لتصحيح المسار بتخفيف الاعتماد على النفط، وبدء التوازن المالي، لتحقيق (رؤيتنا الوطنية) من أجل حياة كريمة لأجيالنا المُقبلة، فما سندفعه اليوم من (ثمن برغبتنا) مهما كان مؤلماً أو قاسياً؟ فهو أقل بكثير من أي (ثمن مُحتمل) سنكون مجبورين على دفعه في المُستقبل، وحينها قد يقودنا نحو تحديات صعبة، ويدخلنا أنفاقاً عصيبة ومُظلمة..!.
للإعلام دوره في تثقيف الناس بشقيه - التقليدي والجديدة - إلا أن المُنتظر والمأمول أن يكون (خطباء المساجد، ومعلمو المدارس) تحديداً في الموعد، فنحن نُعوِّلُ عليهم كثيراً من أجل التحصين، والتوعية، وتنوير العقول، وتحذير الناس والناشئة من المُرجفين وخطرهم.. ؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.