د. ناهد باشطح
فاصلة:
((الفهم: هو التفكير، وإدراك الأشياء على حقيقتها))
- حكمة عربية -
ليس ذنب المبدع أنّ ذاكرة الجماهير ضعيفة كما كان يؤمن شكسبير، إذ إنه لو عاش زمن «جوجل» لاعتبره جزءاً من الذاكرة الجماهيرية،
لذلك فحين يذكر أمامنا اسم أي مبدعة سعودية، فمن العدالة قبل أن نقيِّم تاريخها أن نسأل - على أقل تقدير - العم جوجل، وذلك لأننا نفتقد الوعي إلى غزارة التوثيق العلمي لسيرة النساء المبدعات في تاريخنا.
فوزية أبو خالد رائدة شعر النثر من الجيل الذي لا يمكن للشاعرات أن يتجاهلن حراكه في وقت مبكر نسبة إلى دخولي وجيلي عالم الصحافة، حيث بدأت تجربتها المبكرة وهي في المرحلة المتوسطة من التعليم.
حينما كرمها مهرجان بيت الشعر الثاني، الذي نظمته جمعية الثقافة والفنون في الدمام، الأسبوع الماضي في ليلة مميزة، كان فقط يحاول أن يقول لذاكرتنا إنّ جمال هذه الشاعرة وتأثيرها في وجدان من عرفها ومن لم يعرفها مميّز.
«فوزية أبو خالد» لها في ذاكرة الشاعرات وعقول طالبات الجامعة وزميلات الكتابة، صفحات دعم واحتواء ومساندة، لا يمكن للنساء الواعيات جحوده.
«فوزية أبو خالد» التي لم التق فيها منذ سنوات، والتي استندتُ على كتفها وأنا أؤسس حلم منتدى الإعلاميات السعوديات في مركز المرأة السعودية الإعلامي، قبل أكثر من عقد من الزمان، هي ذاتها فوزية الأخت والأم لكل النساء اللواتي يتلمّسن طريقاً إلى التميُّز والإبداع، لم تزيدها السنون وجبروت المرض إلاّ إصراراً على نثر إبداعاتها في حياتنا.
حيث تظل مثل الغيمة المحملة بمطر المفاجآت، في عبارات ترسلها لأصدقائها وفي تقاسم عجيب منها لأفراحهم وأحزانهم.
في ذاكرة هذا المجتمع رموز نسائية لم نستطع توثيق سيرتها بكل ما فيها من جمال وإبداع، التوثيق الذي يرصد دور المرأة السعودية في الإعلام منذ عقود عدّة، وهي مرحلة لا تشابه التكريم والاحتفاء، وإن كان مطلوباً، إنما لدى العمل التوثيقي نكهة أخرى وصبغة علمية، تستطيع أن ترصد مساهمات المرأة السعودية في تأسيس دورها منذ البدايات في الخمسينات الميلادية، في تأسيس صوت وترسيخ حركة نسائية لم تتوقف حتى وقتنا هذا، رغم تحدبات التقليدية.
بوركت شاعرتنا التي عطرت سماء الشرقية وتعطّرت أجواء الرياض بعبق روحها الجميلة.