د. خيرية السقاف
الكتلة الكونية المتاحة للإنسان في معمعته مع العيش تدهشه,
تدهشه وهي تمرر حياتها في هدوء..
مع أنّ عناصرها تمارس طبائعها,
ولا تتجاوز غرائزها, أو خصائصها..
***
في اللحظات الأولى من النهار تكون الحالة هدوءاً..
إلاّ من حفيف, وعندلة, وطنين, ومواء, وتمتمة, ونمنمة, ورفرفة, ووقعٍ, وطَرْقٍ..
بينما ذهن الإنسان يصخب بأفكاره, وأمنياته, وخططه, ورغباته,
لا يهبه النهار إلاّ استزادة, فازدحاماً بأمان أكثر, ورغبات أوسع !!..
.............
هدوء صبح النهار في لحظاته الأولى ,
وسكون سحَر الليل في مشارف وداعه الأخيرة,
مواعيد..
مواعيد للتطهُّر الكلي,
للتفكر المتأمّل, فالعزم المنتشي,
للتمييز بين يمين الأبيض من خط البرزخ الفاصل !
ويسار الأسود من خيط الاختلاف الفاصل!
في علاقة المرء بذاته العميقة, وأدائه الخارجي..!!
***
التخمة المصابُ بها شغفُ الإنسانِ بالحياة,
توهِمه بديمومة البقاء !..
فيما البقاء حلم, لا تمارسه كيانات الكون
وهي في مسارها الهادئ بثقة الدور تؤديه بتلقائية
ليس لها أنّ تفكر فيه..
ممارستها التلقائية تختلف عن فكر الإنسان المكرس !..
فعل الإنسان مرتبط بمداركه
فيما سيرورتها السرمدية
مفتاح بدئها, وقفل انتهائها لا علاقة له بوعي كوعي الإنسان, فليست تعقل كما يعقل!!..
***
مدهشة المفارقة بين عنصر الإنسان من البشر, وبقية عناصر الكون الملموس,
وتلك الأكوان المتخيَّلَة, والمقدَّرةُ,
استنباطاتٍ, ومقارناتٍ, وتنظيراتٍ, وتوقعاتٍ, واستكشافاتٍ..
جلُّها ناتجُ الفارق ِفي صنيع الله.
***
العظمة الإلهية مكوِّنٌ آخر لدهشة فائقة..
ولتأمل هدوءِ ما قبل الصبح, وما بعد الغسق..!!