«الجزيرة» - وسيلة الحلبي:
وصف معالي رئيس المؤسسة العامة للموانئ رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية لتبادل المعلومات إلكترونيًّا «تبادل» الدكتور نبيل بن محمد العامودي الميزانية العامة للدولة لهذا العام، التي أُعلنت أمس الأول، بالميزانية العملية والطموحة، وقال معاليه في تصريح صحفي: إن المتأمل للميزانية العامة للدولة لهذا العام يجد أنها خطوة مهمة في تحويل الاقتصاد السعودي من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد الإنتاجي والاستثماري، وهي أول ميزانية تترجم لرؤية المملكة 2030، كما أنها أول ميزانية تنسجم مع الجهود المبذولة من القطاعات الحكومية كافة ضمن برنامج التحول الوطني. ورفع معاليه التهنئة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وإلى سمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله جميعًا -.
وأردف معالي الدكتور نبيل العامودي يقول: إذا نظرنا إلى ميزانية الدولة خلال السنوات العشر الماضية سنجد أنها سجلت تعادلاً بين الفائض والتراجع؛ إذ سجلت فائضًا خلال السنوات الخمس الأولى من العقد الحالي منذ العام 2004 حتى العام 2007 م، ومن العام 2011 - 2013 فائضًا نقديًّا، تراوح بين 107 مليارات ريال، ثم ارتفع الفائض إلى 374 مليار ريال، فيما حققت أكبر عجز لها خلال العام 2015م بنحو 362 مليار ريال؛ وبالتالي فإن العقد الماضي الممتد من عام 2006 إلى العام 2016م يمكن تسميته بـ«عقد التوازن».
وأضاف الدكتور العامودي يقول: ولذلك فإن عام 2017م هو عام التحول الوطني بامتياز، سواء من حيث الأهداف والبرامج والمبادرات؛ لذا فإن الميزانية لهذا العام تعد برنامج عمل وطنيًّا، تلتزم به القطاعات العاملة كافة في المملكة؛ لتتحول القطاعات كافة من الاستهلاك للموارد إلى الاستثمار في الموارد، وإيجاد بدائل لمصادر الدخل، بل إعادة صياغة آليات الإنتاج في الاقتصاد الوطني؛ ليتماشى مع الخطط الخمسية للتنمية، ولاسيما فيما يتعلق بإيجاد مصادر دخل جديدة لدعم الاقتصاد الوطني.
وتناول معالي الدكتور نبيل العامودي في معرض حديثه جهود المملكة في التحول إلى الاقتصاد المعرفي والاقتصاد القائم على التقنية مستحضرًا في هذا الصدد تجربة الشركة السعودية لتبادل المعلومات إلكترونيًّا «تبادل»، التي تمكنت من تحقيق العديد من القفزات النوعية من خلال إطلاقها مجموعة من المبادرات التي باتت اليوم من أهم المبادرات الوطنية خلال السنوات الخمس الماضية؛ إذ بدأت ببوابة سنام، وهي أول بوابة تسهل أعمال التخليص الجمركي، وتربط بين المستوردين والمصدرين، كما تعمل من خلال الربط الرقمي بين الأطراف ذات العلاقة بتقنية عالية، تسمح بالحصول على المعلومات والبيانات وإنجاز المعاملات بصورة أسرع وتكلفة أقل، وبأعلى قدر من الشفافية، وهو ما حظي بالتقدير العالمي؛ إذ حصدت الشركة العديد من الجوائز العالمية والمحلية والإقليمية، وما زالت تواصل مسيرة التطوير والإنجاز؛ إذ دشنت بالأمس القريب «نظام إدارة مجتمع الموانئ»، وهو أحدث أنظمة لإدارة السفن والشحنات في الموانئ البحرية، كما يعمل على إنجاز الإجراءات النظامية كافة المطلوبة لدخول السفن أو مغادرتها الموانئ السعودية بطريقة آلية وسريعة، ودون الحاجة إلى استخدام الورق، وبكل دقة وشفافية. وقد تم تنفيذ النظام بأيدي شباب الوطن، وتم تدشينه قبل أيام.
ولم تتوقف مبادرات تبادل المعرفية عند هذا الحد بل بادرت إلى إطلاق البوابة الإلكترونية للمشتريات الحكومية «منافسات»، وبرعاية وزارة المالية التي انطلقت قبل سنتين، وعملت على أتمتة أعمال المنافسات الحكومية، وتحويلها إلى عملية رقمية بالكامل، وحققت بذلك أعلى درجات الشفافية والوضوح، وأدت إلى توفير الكثير من المال والجهد والوقت في أعمال ترسية المناقصات الحكومية، وهي البوابة التي سجلت الكثير من القفزات، سواء في أعداد الموردين المسجلين أو عمليات الشراء المباشر أو المنافسات الحكومية المنفذة عبر البوابة. وهنا أود أن أشيد بالتعاون الكبير والتجاوب الفعال اللذين أبدتهما المؤسسات الحكومية مع البرنامج؛ إذ تم تدريب أكثر من 170 جهة حكومية على التعامل مع البوابة، وحصلت البوابة على العديد من الجوائز العالمية والإقليمية، ولا يزال التطوير المستمر لخدمات الشركة مستمرًّا؛ إذ سيشهد عام 2017م الكثير من الخدمات الإضافية التي تسهم في خدمة الشركات المحلية في مجال المنافسات الحكومية، كما تعمل على تقليل الوقت والجهد والمال من الدولة، وتحقق أعلى مستوى من الشفافية والوضوح.
واستطرد الدكتور العامودي يقول: إلا أنه من أهم ما يميز الميزانية الجديدة للمملكة أنها رسخت بشكل عملي الشراكة الحقيقية بين المواطن والدولة في مجالات التنمية كافة؛ إذ أصبح الموطن من عوامل الإنتاج بدلاً من أن يكون متلقيًا ومستهلكًا للثروة فقط، بل أصبح له دوره في التنمية من خلال إطلاق العنان له؛ ليقدم مبادرات ومشاريع تمكنه من تحقيق الشراكة في التنمية؛ لذا فإن الميزانية العامة للدولة هذا العام جاءت لتفتح صفحة جديدة في مسيرة التنمية الشاملة التي تعيشها بلانا الغالية في ظل القيادة الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. فبالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها منطقتنا ما زالت المملكة -ولله الحمد- مركز الجذب الأول للاستثمار في المنطقة والعالم بتوفيق الله تعالى، ثم بحكمة قادتها - حفظهم الله تعالى - وبما تتمتع به من نعمة الأمن والأمان - ولله الحمد - وليس أدل على ذلك من الإقبال الشديد الذي تشهده المملكة من تسابق الشركات العالمية للاستثمار في المملكة.
واختتم معالي رئيس المؤسسة العامة للموانئ رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية لتبادل المعلومات إلكترونيًّا «تبادل» سائلاً الله تعالى أن يديم على هذه البلاد الطاهرة نعمة الأمن والرخاء في ظل القيادة السديدة -حفظها الله-.