د. صالح بكر الطيار
أستكمل اليوم موضوع الإعلام الخارجي وما انتهيت إليه في مقالي الأسبوع الماضي وإني لأوجه رسالتي إلى كبار المسؤولين وأصحاب المناصب في الدولة ممن كلفوا من ولاة الأمر -رعاهم الله وحفظهم- بحماية أمن وسمعة ومكانة الدولة في الداخل والخارج ودعم دورها وحماية مصالحها السياسية، خصوصاً بشكل رئيسي في الخارج فالدولة لديها مراكز دراسات وأبحاث وهنالك مراكز ذات باع طويل في الخارج تهمها مصلحة الوطن ومقدرات الدولة وهنالك من الرجال الغيورين من هم مستعدون ومتفانون في خدمة الوطن بكل السبل فلماذا ودولتنا صاحبة السيادة والريادة على خارطة العالم أجمع لا يتم وضع خطط إستراتيجية مكفولة بتوظيف الأفكار المهمة التي من شأنها تنفيذ أهداف وطموح ولاة الأمر والرد على كل المندسين في الخارج والمهاجمين لنا حيث إن مراكز الأبحاث التي أسست في الخارج كان لها دور بناء في الماضي وأرى أن الآن وقتها المناسب لإعادة الدور والدفاع عن المملكة ومصالحها في الخارج ولتكن قنوات إستراتيجية والقائمون عليها أصحاب فكر وتجربة وصلت لسنين طويلة وكان العديد منهم يعملون بجهود ذاتية، ولكن هذا الصمت والتوقف عن تنشيط مجال الإعلام الخارجي ينعكس سلبا على تلك الموجات السلبية التي يقوم بها أعداء من خارج الوطن وممثلو دول أخرى.
لقد وفرت قيادتنا كل السبل من دعم مالي ومعنوي في العمل وتوظيف سياسة المملكة خارجية من خلال إقامة الندوات الكبرى والأنشطة الفاعلة، ولكن للأسف أن هنالك مسؤولين وقفوا دور المتفرج إزاء تحقيق هذه الطموحات رغم وجود الميزانيات الضخمة وتوافر مراكز أبحاث متميزة في الخارج تقوم بدورها وهنالك العديد من ممثلي الوطن خارجيا سواء ممن يعملون في وظائف رسمية من الدولة أو ممن يتولون مناصب قيادية في مواقع مختلفة في الخارج، ولدينا العلماء والخبراء والاقتصاديون ورجال الأعمال والممثلون الذين من شأنهم العمل جنباً إلى جنب وتكوين قاعدة متينة من العمل.
الأعداء يتربصون بنا الدوائر في الخارج والداخل وتبقى مسألة الدسائس تجري في دماء من ملأ الحقد قلوبهم وعقولهم على وطننا وما ننعم به فلنلتفت لهم التفاتة جادة وعاجلة، وعلينا أن نكثف الجهود الخارجية وأن يكون هنالك تعاون بين وزارات الخارجية والإعلام ومؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني من أجل تكثيف العمل بالخارج والاستفادة من الخبرات في الخارج وتنشيط الفعاليات الخارجية، وأيضاً وضع جسور تواصل مع الدول الخارجية التي تربطنا بهم علاقات متميزة من أجل وضع خطط لمواجهة العداء الخارجي المسيس الذي تقوده تنظيمات معادية للمملكة، ووضع حد لذلك، وعلى المسؤولين الموكل إليهم هذه المهمة التحرك عاجلاً لتحريك هذا الملف حتى لا ترتفع مساحات العداء وتشويه السمعة، وأيضاً أن تتم مواجهة العدو بتكثيف الإعلام الخارجي وظهوره بحلة جديدة تتناسب مع المرحلة والاستفادة من المراكز المتخصصة التي ستكمل دور الصلاحيات الصادرة في توظيف أجندات العمل باحترافية وأن يتم وبشكل سريع المضي قدماً في ذلك وفق ما تقتضيه المرحلة واستناداً إلى ضروريات هذه الفترة التي تحيط بنا خلالها الفتن من كل جانب حتى يتم إخمادها ووأد مخططاتها.