رمضان جريدي العنزي
لكل شيء آفة، وآفة الشعوب والمجتمعات الهانئة المطمئنة المتوحّدة والمستقرة، (الفكر الإقصائي والفرز الاجتماعي والتهميش) هذا الفكر الشرير يصيب العقل بالعلة والخوث والعطب، أن لهذا الفكر مروجين ومنظرين ومؤلبين وسماسرة، يمتهنون أساليب عدة للوصول إلى أهدافهم المريضة، ومبتغياتهم القاصرة، وأحلامهم النشاز، من أجل زعزعة المجتمع وإعطابه، وإيقاف مراكز النمو والأمن والازدهار والاستقرار فيه، ومن ثم تحويله إلى بؤر نافرة بالفوضى والاضطراب، أن وراء هذا الفكر عناصر مليئة بالخبث تعمل على نشر الأسقام والأمراض الاجتماعية بكل ما أوتيت من قوة، فتبدأ ببث سموم الكراهية وفق أجندات صفراء ولغات باهتة، وإيعازات مبهمة، بعيداً عن الوطنية الحقة، وميزان العقل، ورجاحة الرأي، وفسيفساء العلاقات الاجتماعية، أن هذا الفكر الذي يحاول أن يكرسه المتآمرين بلباس الوطنية، يريدون بذلك أن يشعلوا الفتنة في هذا الوطن الوحدوي العظيم، وفق أطروحات إقصائية، وسموم تجزئة، ودعوات نافرة بالبغض، وتعاميم سرية، أن الوحدة العظيمة، واللحمة الوطنية.
إن هؤلاء الذين يحاولون أن ينثروا سمومهم، أجزم بأن عقولهم أصيبت بالقصور والعطب، بعد أن اهتواهم هوس البروز، وانساقوا وراء أحلامهم العمياء، متخلين عن مبادئهم الوطنية، وانسياقاً وراء عواطفهم الهوجاء، إنني أتساءل بحرقة: من المستفيد من هذه الاستفزازات؟ وما الداعي لتأصل ثقافة الفرز والإقصاء؟ ومحاولة رفض الآخر وتعقيده وتهميشه وتشتيته؟ لقد حان الوقت لنتساءل جميعاً عن أبعاد بعض الأطروحات الإقصائية وتأطيرها وفق قرارات غاية في البلادة، ويكبر التساؤل حينما نرى البعض وهو يمارس هواية إعادة تكوين وطنية فئة من الناس من جديد؟ تحت مسميات وأطروحات وعناوين جائرة ما أنزل الله به من سلطان، أن المتخندقين في حفر التخريب، يحاولون أن يفرزوا لنا نماذج طفيلية لا ترى إلا نفسها، ولا تتحدث إلا عن ذاتها، لذا فإن العلاج الفوري لا بد أن يبدأ، لتصحيح المسار، بعيداً عن الولوج في مأزق النفق المظلم، لقد حذرنا مراراً وتكراراً في كتاباتنا الصحفية، من هذه التصرفات الهوجاء، والممارسات الطائشة، وتصدينا مع المخلصين والغيورين لكل أعمال مخالفة مقيتة تحاول النخر في جسد الوطن، وإشعال فتيل الحريق، وإضرام النار، أن العبث المجنون، والقرار غير الصائب، واللغو والتأليب والتأجيج، ينتج مصلاً مميتاً، أن الذين يحاولون بث بذور الفتنة يريدون إفساد العلاقة الحميمة بين أطياف المجتمع الواحد، والشقاق بين الأطياف والمنابت والأعراق، وبين القيادة الحكيمة الخالدة، بدعاوي الغربلة والتصحيح والإصلاح، وما كل ذلك إلا من أجل خلخلة الصفوف، ونشر الفوضى، وزحزحة الأمن، أن مع الأسف الشديد فإن الكثير من أصحاب المصالح الرخيصة، أصيب بداء التملق والتزلف، بعيداً عن الوطنية ومصلحة الوطن العليا، أن الواشين أصحاب القلوب المريضة، يريدون زيادة الهوة، وبعث الفرقة والخصومة النتنة من جديد، لا نريد هؤلاء البتة أياً كانوا، بل إننا في أمس الحاجة إلى الوطنيون الأحرار الذين يبنون ولا يهدمون، يصححون ولا يوبخون، يدفعون إلى الأمام ولا ينادون على الماضي الدفين.