سعد الدوسري
معظم الذين كانوا ينتقدون برنامج خادم الحرمين للابتعاث، عادوا ليؤكدوا أهميته. ومعظم الذين فرحوا بانقطاعه، فرحوا اليوم بعودته، وذلك لأنهم لمسوا النتائج المميزة لخريجي هذا البرنامج، سواءً الحاصلين على درجات البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه، كما أن محتوى النقد الذي كانوا يطرحونه أو يروّجون له، لم يعد يقنع أحداً، فالخريج يعود مؤهلاً تأهيلاً ثرياً، ومتسلحاً بعلوم ومعارف وثقافات تعينه على أن يكون أكثر خدمة لوطنه ولدينه.
لقد أسهمت برامج التواصل الاجتماعي، برسم صورة مناقضة للصورة التي يحاول محاربو الابتعاث بثها بين الناس. لقد رأوا صوراً للشابات والشباب الملتزمين بدينهم وبأخلاقهم وبقيمهم، المثابرين على التحصيل العلمي، والمنافسين لأقرانهم من طلبة وطالبات دولة الابتعاث. رأوا الجوائز التي يحصلون عليها والتقديرات التي ينالونها والإنجازات التي يحققونها. وهنا، تلاشت الصورة القديمة، وتشكّلت صور مشرقة وباعثة للفخر، للمبتعثين والمبتعثات، وصارت معظم العائلات تتمنى أن يلتحق بناتهم وأبناؤهم ببرنامج خادم الحرمين للابتعاث، لكي يحققوا مثل هذه المنجزات.
إنه من غير الكافي أن تتخصص بعض الحسابات في نشر أسماء وصور المبدعات والمبدعين من مبتعثينا، على وزارة التعليم أن تتبنى مشروعاً لرصد هذا الإبداع الوطني الذي تحقق خارج أرض الوطن، متحدياً ألم الغربة ووجع الحنين للوطن، ومتجاوزاً الكثير من الإحباطات، وعلى رأسها ضعف دعم هؤلاء الدارسين والدارسات، من قِبل الوزارة ومن قِبل الملحقيات، سواءً من جانب المكافآت أو من جانب التأمين الطبي.