عبدالحفيظ الشمري
يثبت الطب البديل، والعلاج التكميلي أنه لا يزال قادراً على التعامل مع احتياجات المجتمع الصحية، واستقطابهم كمرضى بقصد التداوي، والحصول على علاج ناجع؛ بعد أن يقل صبرهم من متابعة العيادات والمستشفيات المتخصصة بقصد التشخيص والعلاج.
ولكي تتضح صورة الطب البديل، أو العلاج التكميلي فإن هناك جهوداً تبذل للتعريف بهذا النوع، ومحاولة التقليل من أخطار ومضاعفات التداوي به؛ نظراً لأن جل من يقوم به ليسوا متخصصين أبدا، ولا يمتلكون أي شهادات إجازة، أو تميز في حقول الطب البديل، إنما هي مجرد تخرصات وتكهنات وحسب.
ومن أجل الحد من ظاهرة هذه التجارب فإن قيام (المركز الوطني للطب البديل) يعد خطوة جيدة للحد من تنامي أعداد هؤلاء الذين يدعون العلاج به، وهم غير مؤهلين، لتكشف الدراسات في هذا المركز أن هناك الكثير من المضاعفات والأخطار التي تواجه بعض المرضى، أو من يبحثون عن العلاج بمثل هذه الوصفات غير المقننة، أو المجهولة في معاييرها الطبية، ومقاديرها العلاجية.
وقد حدد المركز الوطني للطب البديل بأن أكبر خطر يهدد المتعاملين فيه هم «أدعياء الطب البديل» حيث ثبت أن هذه الفئة قد أفسدت مشروع هذا العلاج، واختفت الكثير من التجارب الحقيقية في هذا المجال، أي أن المدعي في هذا الطب جاء لشيء واحد يدفعه وهو الحصول على المال، مما قد يتسبب في ترك المريض لعلاجه الحقيقي، وربما يشوش هذا الدعي على حالات تشخيصية تمت في المستشفيات المتخصصة، لتكون النتائج للأسف أليمة وفادحة.
فالعلاج البديل أو التكميلي لا يمكن أن يختزل بهذه التجارب السطحية لهؤلاء إنما هو علم ومهنة عظيمة؛ تجاري الطب الإكلينيكي والبحثي والتشخيصي وتضيف معه الكثير من الإضاءات المذهلة، لكن على أيدي أطباء ومتخصصين في هذا المجال، حيث يتعمق الحس الطبي السليم، ويبرز التشخيص المناسب لكل حالة مرضية على حدة.
ومما يعزز وجود هذا الطب بشكل فاعل هو ضرورة الانخراط في التخصص الطبي الكامل من خلال الدراسات المسحية، والبحوث المعمقة، والاستبيانات الميدانية للحالات المرضية بشكل علمي دقيق، وتحديد العلاج من خلال الصيدليات ومراكز تحضير الدواء المتخصص، حيث تتكامل الصورة هنا، ويكون الطب والعلاج مؤسساً على قيمة علمية؛ وليس مجرد تخرصات أو تكهنات، أو أوهام يبيعها مثل هؤلاء.
فأهلية العلاج البديل والتكميلي تكمن في مواءمته ودعمه للعلاج الطبي المتخصص، واستبعاد كل من يدعي العلاج البديل، دون أن يكون لديه شهادة متخصصة ورسمية ومعترف بها، لأن هذه التجارب الشخصية قد لا تفيد المرضى كثيراً، بل ربما تتسبب في مضاعفات وأمراض أكبر.