صيغة الشمري
نجد أنفسنا نحن النساء السعوديات بحكم ثقافة مجتمعنا مجبرات على مشاركة أبنائنا وأزواجنا اهتماماتهم، حيث لا وقت للمرأة التي تريد الجلوس مع زوجها أو ابنها سوى استغلال وقت المباريات والبرامج الرياضية التي تعد فرصة ذهبية نادرة لنا كسيدات سعوديات للشعور بالأجواء العائلية التي تجمع الأزواج والأبناء في مكان واحد، لذلك تضطر الكثير منا لحفظ جداول المباريات وبالذات مباريات نادي الزوج والابن المفضل لأنه عادة يكون الابن مشجعًا للنادي الذي يشجعه أبوه حيث يربط الكثير من الآباء بين علاقته بابنه وناديه بشكل واضح وصريح لا جدال فيه، ويبذل الأب في جعل ابنه مشجعًا لناديه المفضل الكثير من المجهودات من الترغيب والترهيب التي لو بذلها في تطوير مستواه الدراسي لأصبحت نابغة زمانه وعالم عصره، سنوات والأب يركز على ابنه لتحويله مشجعًا لنفس النادي الذي يشجعه بطريقة احترافية تستحق الدراسة وتسجيلها كطريقة إدارية جديدة على مستوى العالم تبتكر في علم الإدارة بأكمله، أعلنها بكل صدق وتجرد بأن بعض الآباء في مجتمعنا يستحق جائزة نوبل في علم الإدارة بجعل ابنه مشجعًا متعصبًا لناديه، ومن هذا المنطلق تتحول الزوجة الذكية التي تحب زوجها وتحب أولادها إلى ابتكار طريقة إدارية موازية وهي استغلال هذا الجو الرياضي وتحويله إلى جو عائلي لمشاركة أفراد عائلتها لحظاتهم الجميلة التي تمتد إلى ساعات طويلة من متابعة التلفزيون، لذلك تعمد الزوجة الذكية لتجهيز لوازم متابعة المباريات مع عائلتها من إعداد وجبات خفيفة تخفف من توتر وضغط التعصب الكروي الذي يصل أحيانًا لبكاء الطفل نتيجة خسارة ناديه المفضل، لهذه الأسباب تنشأ عند أغلب السعوديات خبرات كروية بحكم كثرة المتابعة ولإيجاد لغة نقاش مع أفراد عائلتها ومشاركتهم أفراح فوز ناديهم وأحزان خسارته، الشيء الغريب الذي لاحظته على الإعلام الرياضي رغم عدم تعمقي وإلمامي به أن جميع الإعلاميين والجماهير تضرب في نزاهة التحكيم وبالذات إذا كان الحكم محليًا وإذا كان الحكم أجنبيًا يصبح المتهم أكبر وتلقى مسؤولية اختياره لأسماء خفية مجهولة لها أيادٍ مؤثرة من صنع خيالهم، كل الأندية تتهم التحكيم بالوقوف ضدها والغش مع النادي الآخر، كل خسارة مباراة يذهب الجمهور الخاسر لوضع اللوم على الحكم لدرجة تصل إلى حد القذف في بعض التصريحات المتعصبة، ليس هناك بطولة حصل عليها نادٍ سعودي إلا وتجد جماهير النادي المنافس يشكون بنزاهتها ويتهمون التحكيم بمنحه البطولة لهذا النادي!