لبنى الخميس
لا أخفيكم بأن عام 2016 كان أكثر عام قرأت فيه في حياتي، وقلبت مع أيامه صفحات وعناوين متنوعة لكتب تراوحت مجالاتها ما بين التاريخ والأدب والسير الذاتية، لكن ما زلت تحظى ميادين تطوير الذات وتوسيع المدارك والآفاق بنصيب الأسد من نوعية الكتب التي تستأثر بوقتي وتسيطر على اهتمامي. وإن حظي كاتب معين بوقتي أكثر من غيره، فسيكون حتماً مالكوم غلادويل الكاتب الكندي من أصول إنجليزية الذي تتصدر كتبه قوائم نيويورك تايمز لما تطرحه من أفكار فريدة ونظريات غير مسبوقة. ولكن أكثر ما لفت انتباهي مؤخراً ونحن على أعتاب سنة جديدة مجموعة فيديوهات شاهدتها للكاتب الأمريكي سايمون سينك، سرد فيها مجموعة فريدة من الوصايا للنجاح والتأثير، أشارككم منها على أمل أن تقع إحداها أو جميعها في نفوسكم وتكون دافعاً للتغيير والتميز.
- هل سمعت بنظرية البيغل؟
يومياً يركض آلاف الأشخاص في ممرات حديقة السنترال بارك في نيويورك، ما يجعل بعض الشركات تنتهز الفرصة وتعرض بعض منتجاتها هناك أو تقدمها مجاناً، وهذا ما فعلته أحد المطاعم التي تبيع فطائر البيغلز النيويوركية الشهيرة. بعد شوط طويل من الركض وقف سايمون سينك وصديقه أمام لافتة كتب عليها «فري بيغلز» فقرروا أن يتوقفوا ليحظوا بحصتهم.. إلا أن صديقه تراجع فجأة بسبب طول الطابور أمام حبات البيغلز المجانية.. ورغم إصرار الأول رفض متحججاً بطول الانتظار. يقول سايمون لم أستطع أن أغير رأيه لأننا كنا نرى شيئين مختلفين تماماً: هو كان يرى الطابور وأنا كنت أرى البيغل.. عيني كانت على الهدف.. وعينه كانت على ما يعيقنا عن الحصول عليه. اسأل نفسك كم مرة ركزت على العائق ونسيت الهدف؟
- كن أول المستمعين وآخر المتحدثين.
سُئل نيسلون مانديلا الذي يعد حالة فريدة في عالم القيادة وابن زعيم قبيلة إفريقية ممتدة.. كيف تعلمت أن تكون قائداً عظيماً؟ فقال: كنت أرافق والدي لاجتماعات القبائل وأراقب ذكاءه وحنكته.. فأعجبت بخصلتين تميز فيهما.. أولاً كان أبي وجماعته يجلسون على شكل دائرة متساوية وثانياً كان والدي آخر من يتحدث. سوف يلقنك الكثيرون فضائل الإنصات.. لكن جرب مرة أن تكون آخر من يتحدث.
- كن نفسك.. واسمح للآخرين بأن يكونوا هم!
تحدثت في مقالي قبل أسبوعين عن أسرار الكاريزما، وذكرت بأن أحدها هي أن تكون (أنت) ولا تقبل أنها تنصاع إلى آراء الآخرين. لذلك القادة عبر التاريخ حوربوا بقسوة وكثير من الفنانين رفضتهم مجتمعاتهم.. هل غيروا أنفسهم ورسالتهم؟ أبداً.. تخيل أن صديقك أو زميلك في العمل يأتي ليسألك قبل أن يتحدث.. كيف تريدني أن أتحدث لتحبني أكثر؟ وماذا تنصحني أن أرتدي أو أختار من قطع لتعجب بي؟ أو حتى شركة تسأل موظيفها ماذا تريدون أن تكون قيمنا وأفكارنا وأثاث مكاتبنا وشكل شعارنا لتحبوننا أكثر؟ الجواب ببساطة: كن أنت. لا مانع من التغيير والتطوير ولا عيب في الاستماع لنصائح الآخرين بين الحين والآخر لكن الأصل يجب أن يظل أنت.
- هل أنت قلق أم متحمس!
يُسأل أبطال الألعاب الأولومبية السؤال الأكثر مللاً هل كنت متوتراً؟ فغالباً ما تأتي إجاباتهم: بل كنت متحمساً.. لأنهم تعودوا بأن يفسروا مشاعر الخوف، وتقلصات البطن، والرغبة العميقة في الفوز بالحماسة.. ما يجعلها مرتبطة ذهنياً بالإقدام والفوز وليس الإحجام والخوف. درّب دماغك بأن يلغي البرمجة التي تربط التجارب الكبيرة بالقلق، وتستبدلها بحماس النجاح والنصر. فللكلمات قدرة مدهشة على احتواء المعنى وإصدار الطاقة المصاحبة له.. هي ليست مجرد حروف عشوائية بل عقل وذاكرة وفكرة.
- أين قبعاتك الحمر؟
تذكر كلما ضاقت بك السبل في الوصول إلى الناس لتقديم فكرة.. أو إيصال منتج.. بأنك تملك وكالة أنباء كاملة في جيبك تدعى الآي فون، تحتوي على منصات تواصل يسكنها الملايين من المتعطشين للأفكار الخلاقة والمحتوى المتجدد.. اصنع علامات تدل عليك.. ترسم إبداعك.. وتقدم فكرك.. سماها سينك القبعات الحمراء.. لا يكفي أن تكون الشخص الأكثر إبداعاً في العالم.. يجب أن يعرف الناس ذلك من خلال خريطة قبعات حمراء رسمتها ليصل من خلال الجمهور لك.