سعد الدوسري
في احتفالية اليونسكو بيوم اللغة العربية، كان كل المدعوين العرب يشعرون بفخر شديد لهذا الإنجاز الكبير، ففي هذه المؤسسة الثقافية العريقة، وفي تلك العاصمة المشعة بالفن والفكر والثقافة، يجتمع الكتاب والنقاد والشعراء والمفكرون، من كل الأقطار العربية، ليناقشوا شؤون لغتهم، وكيفية نشرها.
هذا هو تماماً ما كنت أقصده، حين تحدثت عن دور الإعلام في نشر اللغة العربية. فنجاح احتفالية اليونسكو، هو نجاح لواحدة من خطط نشرها. كان لا بد أن يبذل مندوبنا الدكتور زياد الدريس، جهوداً مكثفة على مدى الأعوام الماضية، لكي نصل إلى هذه المرحلة، ولو لم يكن زياد إعلامياً، لما تحقق ما تحقق من إنجاز. وهذا ما يجعلنا نشدد على الدور الإعلامي، أكثر من تشديدنا على دور المؤسسات الثقافية والتعليمية الرسمية، فلقد فشلت للأسف في ترسيخ الفصحى وجعلها قريبة للناس، بل إنها أزاحتها عن المقعد الأمامي، بسبب ضعف برامجها وفقدانها للروح الدافئة.
أنا من مؤيدي أن تكون الفصحى جاذبة، من خلال الابتعاد عن المصطلحات الميتة، والاقتراب من المفردات الشعرية المحببة. وبصراحة، ليس هناك عربي يتحدث الفصحى المطلقة. كلنا نستخدم مفردات عامية بين الحين والآخر، وقد تجد المشاركين في مؤتمرات اللغة العربية، يستعينون بكلمات أجنبية أو محكية، لتأكيد أفكارهم. المهم، أن ننقذ شبابنا من بعض اللهجات المسكونة بالفقر اللغوي، وغير المحفزة على التواصل مع الآخرين.