فهد بن جليد
المُتعايشون مع مرض نقص المناعة المُكتسبة (الإيدز) لهم حق الحياة بيننا بكرامة طالما أنَّهم لا يُشكِّلون أي خطر يُهدد حياة من حولهم، وذلك بمنحهم كافة حقوقهم في العمل، والعلاج، والزواج (بضوابط طبية) ..إلخ، ولا ينبغي أن يخرج من (عامة مُجتمعهم المُحيط) من يُنصِّب نفسه قاضياً وحاكماً في تحديد مصيرهم، أو مُحاكمتهم ومُحاسبتهم على ما ابتلاهم الله به، وهنا قضية مُهمة يُجمع المتخصصون على أنّها فيصلية في المسألة، فتخوف كثيرين من الخضوع لتحليل الإيدز، والتدخل المُبكر في التحكم بالفيروس ونشاطه في الجسم وعلاجه، مردّه الخوف من الفضيحة ونظرة الناس، وكأنه سيُكتب عليهم الإعدام وهم أحياء، أو العزل ما بقي من أعمارهم، أو الانتحار والعياذ بالله ..إلخ من الفهم الخاطئ!.
متى ما استطعنا تثقيف أنفسنا ومجتمعنا ومن حولنا تجاه عدم تمييز ووصم المُتعايشين مع المرض اجتماعياً، سنفتح أملا كبيرا لمريض جديد (لا يعلم أنه مُصاب) من أجل اكتشاف الإصابة مُبكراً، وبدء رحلة العلاج والمواجهة قبل تفاقم المسألة، حتى لا يخسر المجتمع أحد أفراده، بينما يُمكن أن يساهم بشكل أو بآخر في إعمار الأرض وبنائها حتى لو كان مُصاباً..!.
اليوم هناك طرق بسيطة وسرية (للفحص السريع) عبر شريط يشبه شريط الحمل، يُعطي نتيجة أوَّلية، وهنا أسجل شكري (لشابين سعوديين) قبلا بالتحدي والفحص أمام الكاميرا، من أجل تشجيع بقية أفراد المجتمع على الفحص الوقائي.. والحمد لله أن النتيجة كانت سلبية!.
في النهاية..
نحن لا نُقلل من شأن أو خطورة مرض الإيدز -حمانا الله جميعاً منه- و نُذكر بأن التمسك بالعفة وتعاليم الدين الحنيف هي خير واق بأمر الله، ولكننا نلفت النظر إلى أن هناك طُرقاً عدة للإصابة يجب الانتباه لها، ونحمد لله بأن عدد الإصابات المكتشفة بين السعوديين في العام الماضي انخفضت عن العام الذي سبقه (436 سعودياً) مقابل (755 مُقيماً)، رغم ان الأمم المُتحدة تتحدث في تقريرها الأخير عن زيادة أعداد الإصابات في دول الشرق الأوسط، مما يتطلب خططاً للمواجهة..!.
بكل تأكيد إن التوقف عن الوصم بالنظرة الدونية و التهمة والتشكيك في حق من يتعايش مع المرض هي أول الحلول.. من يدري ربما أن بقربك (مُتعايش) مجهول، وأنت لا تعلم عنه، فلنواجه القضية اجتماعياً بكل شجاعة، بدلاً من الهروب للأمام..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.