الجزيرة - أحمد المغلوث:
منذ تأسس هذا الكيان في هذا الوطن الشامخ ونحن نعبر عن سعادتنا دائماً بما يقدمه لنا وللمقيمين معنا في أرضه الطيبة. وتابع البعض منا باهتمام استثنائي لوقائع الإعلان عن ميزانية الدولة الاستثنائية والشفافة أيضاً.. ومن يوم إعلانها حتى اليوم ولا حديث للمواطنين والمقيمين أيضاً بل وحتى وسائل الإعلام في الداخل والخارج إلا عن هذه الميزانية التي حملت آرقاماً خرافية في العطاء والبذل بسخاء. لتؤكد هذه الأرقام ما أكده خادم الحرمين في كلمته السامية خلال إعلانها بأن: أكد فيها أن الاقتصاد السعودي «قوي ومتين» ويملك القوة الكافية لمواجهة التحديات... وهكذا عبر جلالته بكل صدق وشفافية ووضوح بقوة اقصدانا ومتانته رغم التحيات.
وهذا في حد ذاته أكبر علاج لإزالة القلق عن نفوس البعض ممن شكك في واقع اقتصادنا وعدم قدرته على الوقوف في وجه التحديات والصعاب الاقتصادية التي اجتاحت مختلف اقتصاديات العالم بعد انخفاض أسعار النفط. فكانت كلمة الملك الحصيف خلال الإعلان عن الميزانية أشبه بحقنة ثقة حقنها في عقول كل من استمع إليها أو تابعها من خلال مختلف وسائل الإعلام.. فباتت الميزانية الجديدة تحمل مع أرقامها تجربة فريدة في القوة الاقتصادية الوطنية وعلى تماسك الاقتصاد السعودي والصمود أمام مختلف التحديات، وبالتالي تتجدد الأرقام وتنمو عاماً بعد عام بما يعكس أصالتها وقدرتها على المواكبة والنمو والاستمرار الاقتصادي.. ولقد تحدث العديد من كبار المسؤولين في الدولة وحتى المراقبين في الداخل والخارج بإعجاب وتقدير كبيرين لما تضمنته الميزانية من وضوح ووضع النقاط على الأرقام والحروف إذا جاز التعبير، منوهين بما تضمنته من توازن مالي مثالي ومن إعانات للمواطنين من أصحاب الدخول المحدودة. وما سوف تنفقه الدولة بسخاء لضمان تغطية الأسر السعودية المؤهلة في شكل مناسب.. وراح البعض منهم يشيرون إلى ما جاء في الميزانية من الزيادة السنوية للأسر نتيجة لزيادة الأعباء وليدة الإصلاحات الهيكلية ومن ضمنها حساب المواطن الذي يعتبر خطوة أولى ضمن برنامج إصلاحات واسع لتعزيز وتحديث الحماية الاجتماعية. ولا يمكن أن ننسى في هذه الإطلالة الإشارة إلى الدور الكبير الذي لعبته أحاديث كل من أصحاب المعالي الوزراء: المالية والطاقة والتجارة ونائب وزير الاقتصاد ونائب وزير العمل.
جميعهم - والحق يقال - تحدثوا بثقة ووضوح لا يخلو من الصراحة والشفافية الأمر الذي انعكس على نفوس كل من شاهد واستمع إلى البث المباشر لأحاديثهم وكلماتهم على هامش الإعلان عن الميزانية.. هذا البث المباشر دخل مباشرة في القلوب وفعل فعله في النفوس التي باتت مطمئنة، بأن وطننا بخير واقتصادنا بخير. فنحن - ولله الحمد والمنة - في بلد سلمان الإسلام والسلام والخير.. والمتابع لما نُشر في هذه الصحيفة وغيرها من تغطيات واسعة بالأرقام والصور التي جسدت جوانب مختلفة عن الميزانية يلاحظ قبولاً حسناً لدى المواطنين لهذه الميزانية، وبالتالي فهو يعيش التفاؤل بأن الغد أفضل.. وهذا ما يطمح إليه كل مواطن ويتأمل.. وعندما يحتفل الوطن بالميزاية الجديدة مع إطلالة عام جديد يتذكر دائماً بأن الله سبحانه وتعالى أحب هذه الأرض الطيبة ومنحها بركته وفضله. وكرمها قبل وبعد بوجود بيته الكريم في أقدس بقعة في الأرض. ولله الحمد..