سعد بن عبدالقادر القويعي
شنّ رجل الدين الشيعي اللبناني صبحي الطفيلي النار على حزب الله الإرهابي، وعلى الشيعة الطائفيين الذين يحاربون في حلب - اليوم -، بالتآزر مع الغرب، قائلاً: «نحن ندّعي أننا شيعة آل محمد، ونحن في خدمة الروسي، وفي خدمة الأمريكي؛ لقتل كل طفل مسلم، نحن عملاء، ونحن في أدنى مستوى من العمالة»، - وفي تقديري - فإن الشيء المهم الذي يجب أن يُراقب في المرحلة القادمة، هو أن تحميل اللوم علناً ضد من يحمل السلاح في وجه السوريين العزل، لم يعد قادراً على تجميل وجهه القبيح الذي طالما أخفاه الحزب تحت قناع المقاومة.
يمكن الجزم بأن جرائم حزب الله اللبناني تخطى بهمجيته، وإرهابه ما تقوم به التنظيمات الإرهابية في المدن السورية، - خصوصاً - بعد أن حشر أنفه في حرب بالوكالة في سوريا، وبعد أن دربتها إيران على نهج ولاية الفقيه، والّتي ألقت بظلالها على المنطقة - بأسرها -، وحوّلتها إلى شرطي على الخراب الإقليمي الذي عملت على هندسته دولة ملالي قم؛ ليصبح لاعباً أساساً ضمن المنظومة الدولية للحرب على الثورة السورية السلمية، بدعم - إيراني روسي -، وموافقة - أمريكية أوروبية - ضمنية غير معلنة.
لا تنفصل جرائم حزب الله عن جرائم النظام السوري، بل هو أشدّ إجراماً، وإرهاباً، وما زالت تعاني عثرات تلك الجرائم، فضلوعه في إثارة الفتن، والتحريض على الفوضى، والعنف في انتهاكٍ صارخ لسيادة دولة سوريا، وأمنها، واستقرارها، وممارسته أدواراً ميليشياوية إلى جانب النظام ضد ثورة الشعب السوري؛ الأمر الذي صرّح به مصدر مقرّب من حزب الله، قائلاً: «عندما يزور نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لبنان، فهو لا يأتي لإجراء محادثات مع السياسيين؛ ولكن مع حزب الله حول دور الحزب في المنطقة كمشارك رسمي في الحرب الدولية على الإرهاب»، وأضاف: «إنّه يتعامل مع حزب الله باعتباره ممثلًا إقليميًا».
إن القرار الخليجي بتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية - بكافة - قادتها، وفصائلها، والتنظيمات التابعة لها، والمنبثقة عنها، يأتي في إطار مغاير للمفهوم الغربي للإرهاب، - ولذا - فإن التعامل مع حزب الله كمنظمة إجرامية؛ نظراً لما تُشكّله أعماله الإرهابية من انتهاك صارخ لسيادة دول المنطقة، وأمنها، واستقرارها، - إضافة - إلى ممارساتها في عدد من الدول العربية، والتي تتنافى مع القيم، والمبادئ الأخلاقية، والإنسانية، والقوانين الدولية، وتشكّل تهديداً للأمن القومي العربي.
سيدفع حزب الله ثمن اختياراته في الداخل، وفي الخارج، وسيتكبد خسائر مادية لا تقل فداحة عن خسائره المعنوية، وسيكون على استعداد لتحمُّل الخسائر؛ حتى لو رأى ما يحدث في سوريا من تكاليف باهظة؛ باعتبارها قضية وجودية، وهو ما يؤكده ماثيو ليفت - مدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن -، بتورط العناصر المسؤولة أمام المجلس السياسي للحزب، وإلى حدّ كبير بأنشطة إجرامية، وإرهابية، وبشكل أكبر للقيام بأنشطة سرية على غرار تجنيد أفراد، وجمع معلومات استخباراتية، وتوفير الدعم اللوجستي للعمليات الإرهابية، وفي الدوائر الدبلوماسية الحقيقية، يتمّ وصف مثل هذا السلوك: «بالتصرف غير اللائق».