«الجزيرة» - محمد المرزوقي:
تختتم مساء اليوم النسخة الدولية الثانية لـ«معرض جدة الدولي للكتاب» 2016م وسط ترقب لما ستسفر عنه مستويات نجاح المعرض في هذه الدورة مقارنة بنسخته الأولى من جانب، وبما شهده المعرض من سعي حثيث للإضافة والتحسين والتطوير الذي شمل العديد من الجوانب التنظيمية في الخروج بهذا المحفل الثقافي الوطني بصورة منافسة لمعارض الكتاب العربية، إلى جانب ما شهده من إقبال دور النشر العربية في هذه الدورة لما يجده الناشرون في معرض الرياض الدولي للكتاب، ومعرض جدة من إقبال المجتمع السعودي على اقتناء الكتاب، إذ كشف في هذا السياق استطلاع أجراه (المنتدى العربي للثقافة والسلام) برئاسة سفير المنظمة الدولية للتنمية وحقوق الإنسان، نور الحراكي، أن الشعب السعودي جاء في الترتيب الأول في قائمة أكثر الشعوب شراء للكتب في العالم العربي، مؤكداً أن الحياة الثقافية السعودية تشهد طفرة نوعية في الثقافة بشكل عام، حيث يجسد التقرير أحد الشواهد على حرص قيادة المملكة على دعم الثقافة داخل المملكة وخارجها، لأهميتها في النهوض بالإنسان السعودي والاستثمار فيه.
عالمية العربية.. يوم «ثقافي» منسي!
رغم ما شهده البرنامج «الثقافي» من ردود أفعال من قبل زوار المعرض، تجاه تعثر الإعلان عنه خلال أيام المعرض الأولى، إلا أن الأكثر دهشة أن يكون «اليوم العالمي للغة العربية» خارج برنامج المعرض، فيما جاء الاحتفال بها في «الإيوان» الثقافي المصاحب من قبيل ستر «سوءة» تجاهل الاحتفاء بالعربية في يومها العالمي في تظاهرة ثقافية وطنية، تعد من أبرز المحافل الثقافية في المملكة، ما أثار تجاهل الاحتفال بعالمية العربية في معرض كتاب جدة دهشة العديد من المثقفين واستغرابهم أن تكون مناسبة احتفائية عالمية باللغة العربية خارجة عن اهتمام معدي البرنامج الثقافي، حيث غاب «اليوم العالمي للغة العربية» للمرة الثانية على التوالي، في الوقت الذي تزامن الاحتفال به عبر المؤسسات الرسمية والثقافية والأدبية في المملكة، وفي الأقطار العربية بينما ظل الحدث الثقافي الأبرز خلال هذه الفترة خارج سرب المحتفين بعالمية «الضاد»!.
الروايات.. ضمن «الأكثر» مبيعاً
قدمت دور النشر المشاركة في المعرض لهذه الدورة (500) عنوان روائي، ما بين الروايات المحلية والعربية والعالمية، إذ إن الروايات ما تزال ضمن معرضي الرياض وجدة منذ سنوات، ضمن قائمة الأكثر إقبالاً، الأمر الذي جعل من دور النشر تتسابق في طرح الجديد ما بين المعرضين، إلى جانب ما حرصت عليه دور النشر المشاركة من عرض الروايات الفائزة بالجوائز، محلياً وعربياً، إضافات إلى الروايات العالمية «المترجمة» بما في ذلك الروايات الشهيرة في الأدب العالمي، والأخرى التي حصدت جوائز عالمية، ما جعل من الناشرين - أيضاً – يقدمون طبعات جديدة للعديد من عناوين الروايات المحلية التي نفذت نسخها بين معرضي الرياض وجدة في دورتيهما الماضيتين، إضافة إلى ما تسابقت إليه دور النشر في «كتاب» جدة من تنافسية في تقديم العديد من العناوين الروائية المحلية.
الحكومية.. تجربة «الحافلات» الأفضل
نجحت تجربة «الحافلات» في المشاركة في المهرجانات الوطنية خلال المواسم المختلفة، التي يأتي منها: معرض الرياض الدولي للكتاب، معرض جدة الدولي للكتاب، مهرجانات الصيف السياحية.. وغيرها من الفعاليات الجماهيرية، إذ تعد تجربة مكتبة الملك عبد العزيز العامة، إحدى التجارب الناجحة عبر مشاركتها من خلال حافلة «المكتبة المتنقلة» التي تقدم العديد من الخدمات المعرفية ما بين القرائية الحرة داخل المكتبة وخارجها، وتقديم خدمات الإطلاع البحثية، حيث شاركت المكتبة بمكتبتها المتنقلة، إضافة إلى مشاركة أخرى بالنموذج نفسه، من خلال مشاركة فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في فعاليات المعرض ممثلة بفرعها في منطقة مكة المكرمة، بـ»حافلة» المعرض التوجيهي للتعريف بمهام وأعمال ومنجزات الرئاسة، وتوزيع مجموعة من إصداراتها التوجيهية والتوعوية والإعلامية ومواد متنوعة ما بين نشرات وكتيبات وأقراص ممغنطة، ما جعل من تجارب الحافلات نقاط متحركة إحدى التجارب الناجحة لمشاركة الجهات الحكومية في مختلف المحافل الجماهيرية وفي مقدمتها معرضي الرياض وجدة.
الموقع.. التحديث لاحقاً!
قدم حساب المعرض عبر «تويتر» ومضات جيدة عن الحراك اليومي للمعرض، طيلة أيامه العشرة، إذ كانت الومضات مما تعارف عليه عامة المغردين (غرّد بصورة)، بينما جاءت الصورة المتحركة (مقاطع الفيديو) بمنزلة إطلالات (بانورامية) من أروقة المعرض وفعالياته.. إلا أن (الموقع الرسمي) للمعرض على شبكة الإنترنت جاء في مجمله باهت الأداء، وضعيف المحتوى، إذ لا يجد المتصفح فيه سوى صفحتين قصيرتين إخباريتين، ومجموعة من الصور، بينما «فعاليات المعرض» لا تزال خالية من أي محتوى، فما تزال قيد «التحديث لاحقاً» حتى إعداد هذا التقرير! إذ لا يجد المتصفح أرشيفاً للدورة الأولى، نظراً لما يمثله الموقع من ذاكرة موثقة، كان يفترض فيها أن تكون سجلاً «شاملاً» لمسيرة معرض جدة الدولي للكتاب في دورتيه، إذ يكاد يكون الموقع مقتصراً على تقديم معلومات عن المشاركين، وأسماء الموقعين، وطلب «الخدمات» إلكترونياً، المدخلة «سابقاً» وهو ما يحسب للموقع في هذا الجانب وإن كانت من بديهيات ما يتيحه النشر الإلكتروني، إلى جانب ما افتقده الموقع من رصد الصحافة محلياً وعربياً لعرس «الكتاب» في عروس البحر!