أتاكَ يَحفُّه مجدٌ وطِيْبُ
طويلُ القامة الفذُّ المَهيبُ
تجلّى يمنح الدنيا مداها
وفي عينيه إصرارٌ عجيبُ
تَنشّأَ في الصعاب فكان سيفاً
عصياً سلَّهُ الزمنُ العَصيبُ
سليلُ المجد وارثُ كل مجد
له في كل عالية نصيبُ
إذا شابت عزائمُ من تَراخوا
ففي جنبيه عزمٌ لا يَشيبُ
تَربّصَتِ العِدا فرأت حكيماً
وداهيةً له رأيٌ نجيبُ
تلفّتَ للحدود فصاغ دِرعاً
من الأبطال فانتصبَ الجنوبُ
فأمّنَ بالعزيمةِ كلَّ حرّ
ووجه عدونا وجهٌ كئيبُ
وأبْطَلَ بالمَنيّاتِ النوايا
فلا نارٌ هناك ولا صليبُ
نعَمْ... ملكٌ تغازله المعالي
ولكن فوقها: ملك أديبُ
أتينا.. كم خطيبٍ كان يشدو
ورحنا منه ما فينا خطيبُ
خطابٌ يَستثير البحرَ عُمْقاً
بعيدٌ في تَناوُلِهِ قريبُ
رأينا فيه تأصيلَ المبادي
لغاياتِ الشريعة يَستجيبُ
رأينا فيه رؤيةَ عبقريٍّ
له صدرٌ من الرؤيا رَحيبُ
أبٌ وصَفَ المعالمَ باقتدارٍ
كما وصَفَ التباريحَ الطبيبُ
هي الشورى ونهجٌ لوذعيّ
بأفذاذٍ وآراءٍ تُصيبُ
بهم عُقِدَ التفاؤلُ وهو حقٌّ
وربُّكَ فوقَ ما نرجو مُجيبُ
رجالٌ فوق عاتقهم طموحٌ
تَمرُّ الحادثاتُ ولا يَغيبُ
تَفرَّسَ فيه سلمان المعالي
فلبّاهُ المُجرّبُ واللبيبُ
لنا وطنٌ تُغنّيهِ الأمانيْ
وتحت ظلاله الدنيا تطيبُ
ورِثْنا حُبَّهُ والحبُّ دِينٌ
تَنافسَ فيه شُبّانٌ وشِيبُ
تَنَفّسُ فيه أزهارُ التسامي
ويصدح في سماه العندليبُ
سيبقى الفخرُ مادامت رجالٌ
تُشاركُ في البناء ولا تَعيبُ
ويبقى المجدُ ما دمنا جميعاً
يباركُ رأينا الملكُ الأريبُ
- عضو مجلس الشورى