على هامش ملتقى (قضايا اللسانيات والأدب في الدراسات المغربية والسعودية مراجعات ومقاربات) الذي نظّمه برنامج الماجستير في قسم اللغة العربية بكلية الآدب في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفترة بين 13 -15ربيع الأول 1438هـ جمعتني أحاديث جانبية مع الناقدة والروائية المغربية الدكتورة زهور كرام شملت هموم اللغة العربية لاسيما مع قرب موعد اليوم العالمي للاحتفاء بها؛ وهو الثامن عشر من شهر ديسمبر حيث اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية في العمل في الأمم المتحدة بعد المقترح الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية لجعل اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية عالمياً.
كنت أحدثها عن التسهيلات التي قدمها الإنجليز؛ لتصبح لغتهم هي السائدة وتكون طوع كل متغيرات الحياة.
حدثتها عن حديث الدكتور نبيل محمد علي رحمه الله – ذلك الرجل النبيل الذي كان أول من أدخل نظام الحجز الآلي في شركات الطيران في المنطقة العربية- حين قال لي أنا وزميلاتي المختصات في ورشة عمل على هامش ملتقى: (حوسبة اللغة) الذي أقامه (كرسي بحث صحيفة الجزيرة) في جامعة الأميرة بنت عبدالرحمن سنة 1433 هـ, ما المشكلة لو هُذّبت اللغة العربية لتصبح سهلة الانتشار؟! ما المشكلة إذا حوسبنا اللغة بدون تشكيل وحركات لتصل للعالم؟!.
يومها انقسمنا إلى قسمين ما بين مؤيد ومعارض.
الفريق الذي احتج خشي على لغة القرآن من الضياع والفريق المؤيد يرى أن الفجوة بين النشء واللغة أخذت في الاتساع فلابد من تبسيطها؛ لتصل وإلا حدث ما نخشاه جميعا وهو ضياع لغة القرآن باتساع الفجوة بين الجيل وبينها بسبب صعوبتها.
قالت الدكتورة زهور: الفرنسيون لا يعتنون بشيء كما يعتنون بلغتهم، لهم معجم سنوي يضيفون له مفردات جديدة مأخوذة من لغة التداول في الشارع الفرنسي حتى أنهم أضافوا كلمات عربية لقاموسهم الفرنسي بعد انتشار العربية في مجتمعهم.
فعلوا كل هذا لأنهم ينظرون للغات على أنها كائنات حية تولد, وتنمو, وقد تهرم وتموت, أو تتطور فتبقى.
منذ ذلك اليوم وحتى ساعة كتابة هذا المقال وأنا أفكر فيما قاله الدكتور نبيل رحمه الله, وما قالته لي الدكتورة زهور عن المعجم الفرنسي.
أفكر في رواج الإنجليزية بين فئات المجتمع الجاهل والمتعلم, الصغير والكبير.
أفكر في نفور الجيل من دراسة العربية, وأفكر في طالباتي اللواتي على عتبات التخرج كلما قلت لهن تحدثن بالفصحى خجلن وطأطأن رؤوسهن, أفكر في حزني عندما أجبرت طالبة من طالباتي على أن تشرح الفكرة بالفصحى فقالت لي وهي تضحك: «أستحي أحس إني أضحك»!!
أفكر فيما قدمنا لها للحفاظ عليها, لنضمن لها البقاء.
أفكر في يومها الذي نحشد لها فيه كل عبارات المدح والثناء, والتغني, هل تعدينا مرحلة الأقوال إلى الأفعال فيه؟!
أترك لك عزيزي القارئ بقية الاستفهامات, عل ثورة الأسئلة تستحث الهمم, فنبتكر طريقة آمنة للحفاظ على لغتنا,لتظل سيدة اللغات.
انتماء.. وأمنية:
لنْ تنبتي فوق الشفاهِ دخيلة
-حتى وإن عمَّ الدُّخانُ فضاكِ-
لاتحزنـِي ياأمّ إنْ عقّوكِ..لا!
فاللهُ فِيْ تنزيـلهِ ..أعلاكِ.
- د. زكيّة بنت محمّد العتيبي
Zakyah11@gmail.com