محمد جبر الحربي
1.
هلْ نامتْ..؟!
ما نامتْ..!
نبَّهَهَا الصوتُ المترَقرِقُ مِنْ ماءٍ غنّى.
والضوءُ يداعبُ عينيها في رِفْقٍ
يَسَّاقطُ فوقَ جبينِ الشمسِ
وفوقَ الخدَّينِ مِنَ الجنّةِ..
تفاحُ الجنّةْ.
مِنْ بينِ الصَّوتِ..
وبينِ الضَّوءِ المُقْبِلِ، وهيَ الأحلى،
قامتْ..!
2.
أرقبُ طيرِي
طيري لا تشبهُ غيري
تضحكُ أحياناً ثمَّ تنوحْ.
لكنِّي أكتبُ موَّاليْ
مِنْ خفقِ الأجنحةِ على منبعِ ضوءٍ
للشَّمسِ على كفِّ غمامٍ
تتلاشى كالطفلةِ خجلى.. وتلوحْ.
مَنْ يبعثُ هذا الحزنَ العالي:
الطيرُ،
الوطنُ،
أمِ القلبُ المذبوحْ..؟!
3.
مِنْ مَكانٍ عَلِيْ
يَهبِطُ الشَّيخُ مُتَّشِحاً بالبَياضْ
يَرفعُ القلبَ
تعلو ابتسامةَ وَجْهٍ نَدِيْ
يُرجِعُ القلبَ
يأخذُنِي بِيَدَيْ:
- كانَ طفلاً معَ اللهِ في كلِّ شَيْ.
4.
لا تشربِ الحُبَّ إلَّا مِنْ منابعِهِ
لا يُشرَبُ الماءُ إلّا مِنْ يَدِ الماءِ..!
5.
وضعتْ كفّاً فوقَ الخَدْ.
فاختلطَ الأمرُ عليَّ
تشابكتِ الأغصانُ
الضَّوءُ يُعانِقُ ضوْءاً
ما عدتُ أُمَيّزُ لحظتَها
وأنا البحَّارُ المَاهِرُ
بينَ الجَزْرِ..
وبينَ المَدْ..!
6.
يا صبحَ الجنَّةِ يا أحبابْ:
ها فُتِحَ القلبُ،
ومفتاحُ البيتِ كما تدرونَ لأحبابي.
أتركُهُ ساعاتِ غيابي
تحتَ السَّجَّادةِ قربَ البابْ.
والبنُّ اليمنِيُّ يميناً،
يرنو مِنْ أعلى الدُّولابْ.
فتعالَوْا..
ما أنْ تتصاعدَ رائحةُ القهوةِ
سوفَ أجيءُ على الأهدابْ.
7.
أحبُّ الحجازَ
وأهلَ الحجازْ.
فهمْ موئلي
وهمْ مسكني
وإنْ شئتِ قولاً جديداً يُعادُ على الألسنِ
فهمْ موطنُ الحسنِ
همْ غايةُ الشِّعرِ
مِنْهُ الجَمَالُ
ومِنْهُ الخَيَالُ
ومنهُ المَجَازْ..!
8.
أقولُ رأيي ولا أحتاجُ ترجمَةً
فالطَّيرُ تفهمُنِي والماءُ والشَّجَرُ..!