إلى طينِكِ
الأزليِّ..
جاءَ
مُغرِّدا!
وأطْنَبَ
في دنيا
التهاويمِ
مُنْشِدا!
بأيْقُونةِ
الحُزْنِ العتيقِ
ِمُرَنّحٌ
تُسافرُ
في دمِهِ
القصائدُ
خُرَّدا!
ويهُطلُ
جدْبُ العُمْرِ
عند رِكابِهِ..
فيُخْصِبُ
شَرْقُ القلبِ
صَرْحاً
مُمَرَّدا!
مُزَمَّلةٌ
أيامُهُ
في حروفِهِ ..
بِكُلِّ جراحِ الأرضِ
تنْطقُ
شُهَّدا!
تُساقُ
بأطرافِ البَنانِ
قصائدي..
يَمِسْنَ
على أرضِ
الفؤادِ
تودُّدَا!
يلِدْنَ
بجوْفِ
الريح
ِمن كُلِّ
حَسْرَةٍ..
فيورقُ
عِذْقُ
القلبِ
تمْراً
مُنَضَّدَا!
وبي سُمْرةٌ
من وجْهِ
قومي
وسِحْنةٌ!
تُنَبِّيكِ
عن دنيا
الأعاصيرِ
مشْهَدا!
جمعْتُ
عِطاشَ الكونِ
والملحَ
في فمي..!
وجئتُ
أُرَدّدُ ..
سُورةَ الملحِ
والصّدَى!
على شفَتِي
من غُبْرةِ الوقتِ
كُدْرةٌ..
وتصهلُ
في روحي
القوافلُ
شُرَّدا!
سَرَى
وجَعُ الناياتِ..
يلهثُ
في دمي..
إذا مسَّهُ
من طائفِ
الشوقِ
غَرَّدا!
أنا بُحَّةُ الأوتارِ
في خاطر
الوَنَى!
تُمَوِّلُها
روحي
ويعْزِفُها
المَدَى!
أنا سفَرُ
الأسفارِ..
ذاكرةُ
اللقا..!
أنا
سائقُ
العُشّاقِ
للّيلِ
والرَّدَى..!
أنا نفْحةُ
الأزهارِ
موْسَقَها
الشَّذى!
أنا
ومضةُ
الأشواقِ
في أعْيُنِ
النَّدَى!
أنا
سدرةُ
العُشَّاقِ..
في مهْمَهِ اللظى.. !
يُغازِلُها
نجْمٌ
على البُعْدِ
أُفْرِدا!
أنَخْتُ
ركابَ
الوهْم فوق
مواجِدي
وأطنبتُ
خيْماتي
على الحُزْنِ
موعدا!
شَرِبْتُ
طريقَ البيْن..
في أكْؤس
النَّوى.. !
ومازالَ
هذا
المِلْحُ
فيَّ
مُعَرْبِدا!
حمَلْتُ لُهاثَ
الحرفِ
فوق أناملي!
وفي داخلي
الصحراءُ
ُتركضُ
سَرْمَدَا!
أقمْتُ
بصدْر البِيدِ
خُضْرَ
مواسمي..
وأشْعلْتُ
من أغصانِ
روحيَ
فرْقَدَا!
- شعر/ مطلق الحبردي
TOP