كأني العراق
سنينٌ
من الحزن
والدمع والاحتراق
كأني العراق
يخبئ لي الغد
ما لا يُطاق
كأني العراق
و لم يلتئم شمله
ساعة من نهار
وليل
تعبأ
رعبا
تفجّر
في كل دار
كأني العراق
على مقلتيه
طيوف تنوح
وأمسٌ تفاوح
بالذكريات
وسيلٌ
تدفق
بالأمنيات
كأني العراق
على ضفتيه
نمت عشبة الحقد
والكره والفرس
باسم الحسين
وبتنا
نقتّل
في لحظتين
وضاع العراق
الذي ذات يوم
عرفناه يشمخ
حر اليدين
فأين العراق؟
أعيدوه قبل
نضوب الفرات
وقبل انكسار
النخيل
وقبل الشتات
عروبته
لم تزل غرةً
تحجّل جنبيه
وينهار إيوان
كسرى
ذليلا على ركبتيه
و«سعدٌ» يرغّم
أنف المجوس
فيعلو الهلال
وتختال بغداد
فوق السها
فتدهش كيف
تزلّ العراق
إلى هوّة
الموت والاقتتال؟
كأني العراق
وقد وسّدوه
على كف عفريت حزب
يمزقه قطعة
قطعة
ويرميه للجوع
والحزن
واللا حياة
وحتى
ملامحه
بائسات
أعيدوا العراق
نقيا كريما
فتياً عظيما
كما دجلةٍ
والفرات!
- شعر/ د.عبد الرحمن بن إبراهيم العتل
الاثنين 19 / 11 / 1437