تخضبت «جدة» عروس البحر الأحمر لزوارها بالثقافة، إذ شهدت يوم الخميس الموافق السادس عشر من ربيع الأول وتحديداً منتصف ديسمبر الحالي، افتتاح معرض الكتاب الدولي وذلك برعاية كريمة من سيد الكلمة وفارس الشعر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة. لقد ازدادت جدة الزاهية بأهلها زهواً وهي ترتدي رداء الثقافة، لتصنع وعياً جديداً لا يتحقق إلا بقراءة حرة أو حرية قراءة، فلا يرتوي الشغوف بالقراءة خلف القيود الكثيرة، والفسوح المعقدة، وقد تعودنا في كل عام أن تأتي معارض الكتب لتجري حراكاً في الشأن الثقافي، إذ يصاحب المعارض جدولاً مميزاً من الفعاليات الثقافية، التي تشتمل على أمسيات شعرية ونقاشات فكرية، وورش عمل متعددة، بالإضافة إلى مشاركة مميزة في مختلف الفنون، كالرسم والتصوير والنحت.
لقد ذهبت لمعرض جدة في زيارة عاجلة جداً وأنا غير متوقع أن هناك معرضاً يمكنه أن ينافس معرض الرياض، وذلك لأسباب تتعلق بمركزية الرياض كعاصمة، وكثافة السكان فيها مما يجعل نسبة الحضور تتفوق، لكن ما شهدته في معرض جدة قد غير كامل انطباعاتي، إذ كانت نسبة الزوار في اليومين التي عقبت يوم الافتتاح نسبة هائلة جداً، والزوار يتدفقون من كل الاتجاهات ويفدون من كل حدب وصوب بحثاً عن تجديد الفكر الثقافي الراكد.
سؤال واحد كان يراودني خلال جولتي في المعرض وفعالياته، لم أستطع تجاهله، ولم أستطع إيجاد إجابته وهو: لماذا ثقافتنا (موسمية)؟ أي أن تلك الفعاليات الثقافية المميزة لا تقام على مدار السنة، بل نحتاج لحدث موسمي ثقافي لينشط الحركة الثقافية في المملكة؟
- عادل بن مبارك الدوسري
aaa-am26@hotmail.com
AaaAm26 @