رواية التلميذ للأديب الفرنسي بول بورجيه نقلها إلى العربية أ. عبدالمجيد نافع، وصدرت مؤخراً ضمن سلسلة كتاب الدوحة، وتدور أحداث الرواية حول موجة الإلحاد التي طغت على فرنسا في أواخر القرن التاسع عشر، وقد وقف بول بورجيه في وجه تيار الإلحاد يصده ويدفع عن الشباب أذى الفوضى الفكرية.
وجاء في مقدمة الكتاب:
وضع رواية «التلميذ» نابغة الأديب الفرنسي بول بورجيه وقد طالعتها غير مرة، إذ كانت تنازعني عليها نفسي، فأثرت أن أحبوها ظلال الأدب الرفيع، وأحببت أن تضاعف إلى تراث نهضتنا الأدبية، وحرصت على أن أجلوها في حلة قشيبة، لتتمشى مع جلال الغاية التي قصد إليها الكاتب.
وفي جزء من رواية التلميذ يقول المؤلف:
ومضى الفتى في دراسته، متفوقاً على أقرانه حتى إذا بلغ مرحلة الفلسفة بما يتفرغ عنها من علم «المنطق» تجلت مواهبه وملكاته، ولاح لأستاذه استعداده لعلوم ما وراء الطبيعة فأراد له أن يهيئ نفسه لامتحان مدرسة النورمال فأبى قائلاً إنه إذا كان لا بد له من صناعة فهو يؤثر صناعة أبيه، ولم يقتصد أبوه في تأنيبه إذا كان يداعبه الأمل، شأن كل صانع أو تاجر فرنسي، أن يغادر ابنه درج الجامعة، ليتربع في دست الوظيفة، وما أخذ أبواه عليه هفوة من الهفوات فما رأياه يوما يدخن ولا شوهد مرة يغشى مقهى أو يختلف إلى ملهى، فكان مدعاة فخرهما ومعقد آمالهما لا عجب إذا هما نزلا عند إرادته وإن فاض بالحزن قلباهما وقد أبيا عليه الاشتغال بصناعة.