موضي الزهراني
حسب ما تداولته المواقع الإخبارية بأنه بعد الهجوم الشرس من قبل قوات النظام السورية والمليشيات الشيعية وحزب الله وبدعم من الطيران الروسي، خرجت مطالبات من رجال حلب حسب ما نقلته وكالة فرانس برس تطلب من رجال الدين أن يسمحوا لهم بذبح نسائهم خشية الاغتصاب! وأن كثيرا من نساء حلب يفضلن قتل أنفسهن قبل أن يتعرضن للاغتصاب! وجاء ذلك بعد ما قامت به المليشيات من قتل وحرق للأطفال والنساء خلال الأيام الماضية! إلى جانب عمليات الإعدام الجماعي لأهل حلب! هذه الكارثة الإنسانية المفجعة لم تكن الأولى من الفواجع التي داهمتنا خلال هذه السنوات الأخيرة والتي يدفع العالم ثمنها من خسائر مادية وبشرية، لكن الجانب الأعظم سواداً هو ما يتعرض له الضعيفين في هذه الحروب «النساء والأطفال» والعار الذي لحق العروبة أمام ذلك الخطر الذي يهدد نساء حلب من قتل وحرق واغتصاب، مما جعلهن يفضلن الانتحار على ما يتعرضن له من انتهاك لآدميتهن وكرامتهن! إن فاجعة نساء حلب تطمس جميع معاناة نساء العالم باختلاف شكواهن المتكررة سواء من جوع أو إساءة معاملة أسرية أو قضائية! أو ما يعانين منه من إهمال لمطالب قد تكون بالنسبة للآخرين سطحية ولا تشكل أهمية للعالم العربي المفجوع بما يحدث لنساء اليمن والعراق وقبلهن نساء فلسطين، والآن «نساء حلب» اللاتي يواجهن الدمار الشامل أمامهن! وخرجن مفجوعات من منازلهن هاربات مع أطفالهن ورجالهن للحدود البرية باحثات عن حافلات الإجلاء في هذا الصقيع الذي لا يرحم! وارتفعت نسبة انتحارهن هروباً من وحشية القوات الظالمة التي لم تكتف بالقتل والحرق، بل تستلذ أيضاً بأبشع الاعتداءات الجنسية وذلك باغتصابهن في هذه الظروف الدامية! إن نساء حلب يواجهن مصيراً مجهولاً قد تكون نهايته «المقبرة الكبرى» التي آلت إليه مدينة حلب بعد أن سيطرت قوات النظام السوري على أغلب أحيائها! هذا الوضع المأساوي الذي تواجهه نساء حلب ما زالت المنظمات الحقوقية الدولية صامتة بكل أسى أمام ما يحدث للنساء والأطفال في سوريا بشكل عام وفي حلب بشكل خاص! فهذا هو العار التاريخي بحق البشرية والإنسانية، الذي لا يُقارن بأي أسى تواجهه المرأة العربية على مستوى العالم! ولا نملك كنساء نطالب دوماً بحقوق المظلومات والمطرودات من منازلهن إلا الدعاء لهن من رب العالمين أن يحمي نساء حلب وغيرهن من النساء المطرودات من أوطانهن إلى الضياع والتشرد والاعتداءات الجنسية التيلا ترضاها أي امرأة على نفسها مهما كانت في حالة من اليأس والبؤس!