عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة تعتبر المرحلة القادمة مرحلة صعبة وحساسة جداً مرتبطة بمصير ومستقبل كرة القدم لدينا، فليس من السهل مغادرة إدارة اتحاد اللعبة أمضى أربع سنوات من العمل الدؤوب والقوي بغض النظر إن كان قد وفق أو لم يوفق، ولكن في كل الأحوال واصل عمله وثبت وقاوم رغم كل ما تعرض له من معوقات وحرب ضروس لم تهدأ أبداً من معارضين منتقدين وكل يغنّي على ليلاه.
واليوم ينتظر الكل ما ستأتي به الأيام، ومن سيتم اختياره كرئيس جديد يخلف الرئيس الحالي وبالتأكيد سينال شرف القيادة من سيتم اختياره وترشيحه من خلال اقتراع شريف ونزيه، وكل ما يأمله كل رياضي أو محب أن يتم اختيار الشخص المناسب من المرشحين الأربعة، وإذا كنا نتطلع إلى عمل أفضل وأكثر احترافية من الاتحاد السابق فيجب أن ننظر إلى الأكثر خبرة وعملا في المجال الرياضي، ويملك علاقات مختلفة مع الاتحادات الإقليمية والآسيوية، ومن وجهة نظري الشخصية ومع كامل احترامي للجميع لا أعتقد أن الشروط آنفة الذكر متوفرة في أي من المرشحين باستثناء خالد المعمر من بين جميع المرشحين حيث سبق أن عمل في إدارة نادي الهلال، وكذلك إدارة نادي الشباب وحظي بعضوية الاتحاد الآسيوي طوال الفترة الماضية وهذا ما يحتاجه أي اتحاد فما بالك باتحاد كرة القدم الذي هو بحاجة ملحة لرجل يملك من الخبرة الشيء الكثير ولديه دراية ومعرفة وافية بأسرار ودهاليز الاتحادات الأخرى والمرتبطة بنفس اللعبة، نؤمن أن اليوم والوقت هو وقت المال والاستثمار ولكن لا يمكن إغفال عامل الخبرة والعمل الإداري والميداني في الأندية، وهذا المطلب لم يتمكن أحد المرشحين من ممارسته ما عدا خالد المعمر الذي أرى أنه الأنسب والأكثر حظوظا ليتربع على كرسي الاتحاد لأنه بحاجة إلى شخص خريج من ميدان الرياضة وليس ميدان التجارة، خريج من الإدارة الرياضية وليس مؤتمرات للظهور والفشخرة والوقوف والبحث عن الترزز خلف المايكرفونات في بهوات الفنادق هذا أبداً ليس هو المطلوب، وأن حدث لا قدر الله وترشح من لا يملك الخبرة والدراية والممارسة وفن الإدارة فقولوا على كرتنا السلام، وسنصبح جدارا قصيرا أمام بقية الاتحادات ومطبا صغيرا في أحد شوارع الاتحاد القاري الذي هو بحد ذاته يحتاج إلى رجل قوي يقف في وجه كل من يحاول أن يتسلق ويتجاوز على كرتنا ورياضتنا بصفة عامة.
ما يحدث في النصر يخوف
بكل أمانة لم أقلق أو يساورني الخوف على نادي النصر وما يدور فيه مثل هذه المرحلة التي أعتبرها من أخطر وأصعب المراحل لأن ما يحدث ليس مرتبطا بالديون الكارثة المالية أو بمستوى أي لعبة وما يقدمه اللاعبون بل أخطر من ذلك بكثير، فدائماً ما يكون مشاكل أي فريق تكمل في انخفاض مستوى اللاعبين أو عدم كفاءتهم أو مشاكل تكون بينهم، ولكن ما هو حاصل داخل أروقة نادي النصر أصعب وأقسى من ذلك، فقد تكون المرة الأولى التي تحدث ومن النوادر أن نسمع بها إلا وهي محاولة الإدارة إسقاط المدرب، فدائماً نسمع ونشوف أن بعض اللاعبين لا يحبون بعض المدربين خاصة الذين لا يمنحون الفرصة للعب، أما أن تقود الإدارة لإسقاط المدرب من خلال أشخاص واستخدامهم لتسريب أسرار النادي والفريق، وكل هذا لأنه مدرب صارم ولا يقبل أي تدخلات في صميم عمله أو فرض أي لاعب عليه، وهذا أمر مؤكد ومنذ إبعاده للاعب صاحب السيرة غير الجيدة وبعض منهم على نفس الخط ومن أجل عدم دفع الشرط الجزائي والذي بالتأكيد لا تقدر دفعه الإدارة المفلسة اضطرت إلى اللجوء إلى هذا المسلك والطريقة غير الحضارية، رغم أن المدرب لا زال صامداً مستمدا قوته من حب اللاعبين والجمهور وكل محب لناد وتاريخه وهم فقط أعداء النجاح، ومجاملو الإدارة أو أصحاب المصالح الشخصية يريدون نصرة اللاعبين المبعدين وإدارة النادي في إبعاد المدرب وسبق أن حذرت ونبهت وما زلت أقول: إن حدث وتم إلغاء عقد المدرب أو غادر بمحض إرادته فلن تقوم للفريق قائمة وسيدخل في دوامة ونفق مظلم لن ينفع الندم أو رجعة لاعب أو أي أمر آخر، وهذا ما يجب أن يدركه كل مسئول في إدارة النادي وخاصة الرئيس الذي يجب أن يحتفظ بالحب والتقدير الذي يحظى به من قبل جماهير ناديه، وأن يتخلص من اللاعب المشاكس ومن هم على خطاه، وكذلك أصحاب المصالح الذين سيتوارون عن أنظاره ولن يشاهد منذ اليوم الأول لابتعاده وتركه كرسي الرئاسة.
نقاط للتأمل
- بغض النظر عما سيكون حصيلة قرار الفيفا من خصم الثلاث نقاط من رصيد نادي الاتحاد السعودي أو إعادتها وعدم خصمها إلا أن السؤال المهم من يقف خلف هذه المشكلة خاصة إذا ما عرفنا أن إدارة النادي قد أشعرت بخطاب حول ما بقي من مستحقات في شهر أغسطس الماضي أي قبل أربعة أشهر ولماذا تنتظر إدارة النادي إلى 5 أيام فقط من انتهاء المهلة لتسديد المبلغ؟ فإدارة النادي ملزمة في الدفع فلماذا المماطلة والانتظار إلى آخر الأيام لتحويل المبلغ؟ لكن فعلا قل دبرة.
- يجب على إدارة نادي الهلال الجلوس مع لاعب الفريق المحترف البرازيلي (إدواردو) ومعرفة توجهاته وما يفكر فيه حيث لم يعد اللاعب المؤثر والمميز كما كان، ثم أصبح يرتكب الكثير من الأخطاء وكثرة احتكاكاته مع الحكام واعتراضاته وهذا أمر ليس من مسئولياته كلاعب محترف ودوره خدمة الفريق بكل ما يملك مقابل ما يتقاضاه من مبالغ باهظة فإما أن يقدم ما يقنع في بقائه أو إنهاء عقده خاصة إذا كان اللاعب لديه عروض وتفكيره منصب عليها وفاقد التركيز، وهذا ما هو واضح والله أعلم.
- خذل اللاعب أحمد الفريدي جميع محبيه ومن راهن على أدائه وإعطائه الفرصة الكاملة، وقد أكون أنا أول الخاسرين من هذا الرهان، فقد قدم اللاعب أسوأ أداء له منذ أن عرفته في لقاء الديربي العاصمي الأسبوع الماضي ولو كان لدى زوران المدرب النصراوي البديل الجاهز لقام باستبداله في الربع الأول من اللقاء وتأكيداً لذلك تم استبعاده مباشرة في اللقاء الذي بعد لقاء الهلال ومن أمام فريق الفتح تحديداً، ويجب أن يراجع نفسه وإلا سيكون خارج اهتمامات المبدع زوران.
- تلقى نادي النصر منتصف هذا الأسبوع مبلغ لا بأس به من الشريك الاستراتيجي السابق (موبايلي) عبارة عن 25 مليون ريال كآخر دفعة وآخر شيك من الشراكة ورغم حجم المبلغ إلا أنه مع الأسف لن يخدم اللاعبين أو العاملين في النادي فسيذهب إلى حل جزء من المشاكل الخارجية وتسديد ولو بعض من المديونيات والشكاوي التي لدى الفيفا خاصة بعد خصم نقاط نادي الاتحاد الذي يعتبر إنذارا حقيقيا لكل الأندية، وأن الاتحاد الدولي بعيد عن المجاملة ومراعاة الظروف كما يحدث في الاتحادات المحلية.
خاتمة
قال تعالى في كتابه الكريم {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم.
- وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم من كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.