«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
من المؤسف أن تعالج بعض وسائل الإعلام العربي ومواقع التواصل الاجتماعي، موضوع جهود التحالف في إعادة الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة، من منظور ضيق الأفق أو من خلال أساليب ومعالجات متسرعة وصل بها إلى درجة من عدم الفهم والوعي، بما يقوم به التحالف من جهود فاعلة ودائمة في عملية إعادة الأمل لليمن الشقيق. اليمن الذي عانى من أوضاع متردية في ظل اختطاف ( الحوثيين) للشرعية في اليمن.. ولقد أثبتت الشهور الماضية للعالم كل العالم ما تقوم به المملكة والتحالف من جهود حثيثة معاشة وموثقة، هدفت ومنذ بداية عاصفة الحزم، على تحقيق كل ما من شأنه يساعد ويساهم في عودة أجواء الأمن والاستقرار لليمن الحبيب.. وأنّ أي متابع مخلص لا يمكن أن يشكك في هذه الجهود التي وظفت من أجلها مليارات الدولارات في سبيل مصلحة وطن عزيز على الجميع، ومواطنوه إخوة أعزاء من حقهم أن يستمتعوا بخير بلادهم وأمنه تحت ظلال حكم شرعي بعيداً عن الطائفية أو تدخل أصابع خارجية هدفها زعزعة أمنه.. وسلب مكتسباته وتاريخه المعروف على مدى العصور، بصلابته ووطنيته وفخره واعتزازه بعروبته وإسلامه، الذي جعله من أوائل الدول العربية التي كانت وراء تأسيس الجامعة العربية ومختلف المنظمات الإسلامية وحتى العالمية.. هذا هو اليمن المعروف عبر التاريخ، وذلك الكم المتراكم للشعب اليمني الأبي، الذي لا يقبل أبداً الخنوع لأنظمة غير نظامه اليمني، ولا يقبل بالتالي بطائفية ممجوجة تفرض عليه من نظام فارسي هدفه ومن خلال أجنداته المعروفة لدي العقلاء في العالم، أنه يهدف إلى نشر طائفيته على حساب اللحمة اليمنية التي امتازت عبر التاريخ بوطنيتها وعمق أصالتها ونضالها، في سبيل الحرية والمساواة بين مختلف أفراد شعبه. إن تاريخ اليمن كما يفهمه اليمنيون أنفسهم، هو قيمة ومبادئ، وهو بالتالي يرفض الإرهاب والتدخل الأجنبي الفارسي، هذا ما شاهده الإعلام في العالم من خلال المظاهرات والمسيرات التي نظمت في داخل اليمن وفي العديد من عواصم العالم، والتي شجبت ونددت ما قام به (الحوثي) من سرقة علنية للشرعية، وما انتهكته من أعمال مشينة ومهينة لكل من يعارضها ولا يقبل الخنوع، وتأييداً وشكراً للملك سلمان ودول التحالف، إن إصرار التحالف على تنفيذ رسالته السامية في إعادة الحق لأصحابه وعودة اليمن السعيد، ليكون يمناً سعيداً حقيقياً كما كان عبر العصور. هذه الرسالة المطمئنة لمن شجب واستنكر التدخل الفارسفي اليمن أو تلك الفئة الضالة من زمرة على عبد الله صالح، التي تريد أن تستفيد كما كانت في الماضي وتستمر في نهبها لخير اليمن ومقدراته .. وأبناء اليمن يعلمون علم اليقين أن من أهم المشاكل التي عانوا منها، تلك الهوة السحيقة بين حفنة من أهل الثراء الفاحش من أقرباء علي صالح وأفراد قبيلته ومواليه، والأغلبية الساحقة من الشعب اليمني من الفقراء والبؤساء، إضافة إلى الفساد المستشري في مختلف مجالات الحياة في اليمن.. فكان سقوط حكمه بفضل المشاكل الداخلية التي استفحلت وتفاقمت خلال حكمه في السنوات الأخيرة، فكان سقوطه المرير..؟! ولكن وبعد وصول الحكومة الجديدة والشرعية والمنتخبة والناجحة والمؤيدة من مختلف دول العالم، اختطف من قِبل ( الحوثيين) وجماعة وزمرة علي صالح.. كان لابد من تدخل المملكة ودول التحالف لإعادة الشرعية من جديد.. ورغم التحديات التي واجهت المنطقة عبر نشر الإرهاب الذي يقف خلفه النظام الفارسي، استطاع التحالف ولله الحمد ومن خلال وعي الشعب اليمني لما يحدث في وطنه ودول المنطقة نجده يسعى حثيثاً إلى تحقيق الأمل في عودة يمنه كما كان.. فلا غرابة أن يطالب عبر المظاهرات والمسيرات التي أشرنا إليها سابقاً إلى أن تستمر العملية العسكرية حتى استسلام (الحوثيين) وأعوانهم، ضماناً لاستمرار الحياة اليمنية كما كانت، وعبر أدواتها وفي الاقتدار على صياغة واقع جديد بمساعدة التحالف الذي، والحق يقال، لم يدخر وسعاُ في دعم الشرعية وأبناء اليمن كافة في سبيل واقع أمة يمنية ناهضة دوماً في ظل الحكومة الشرعية..؟!