د. ناهد باشطح
فاصلة :
((من يتردد بين مقعدين يقع أرضاً ))
- حكمة إنجليزية -
مازلت أرى أنّ بعض الأخبار التي تنشر في صحفنا المحلية عن المرأة تعزز الصورة التقليدية النمطية للمرأة، بينما في الجانب الآخر مازالت بعض حقوق المرأة متأخرة عن التحقيق ويحاول الإعلام توعية المجتمع بأهميتها، وكأنّ الصحف بين نارين متقدتين إحداهما تهميش دور المرأة والأخرى دعم قضاياها.
ولذلك فإنّ هذا التناقض في تناول الصحف لقضايا المرأة وخاصة الأخبار، تؤثر في تشكيل الرأي العام بشكل يدعو للتعجب، ويلفت نظر الباحثين الغرب في تناولهم العلاقة بين المرأة السعودية والإعلام المحلي.
بشكل عام فإنّ صورة المرأة العربية في إعلامها تقليدية، وحتى في الغرب تعاني المرأة من وضعها في إطار نمطي وسيطرة الرجال على غرف الأخبار في الصحف، إنّما ما نتميز به عن الغرب هو أنّ تكون المرأة نفسها من تصنع هذه الصورة النمطية، وأعني بالطبع المرأة صانعة الخبر لدينا، إذ لا أظن أنّ لدينا صحافيات يعملن في غرف الأخبار، فالصحفية تحرر الخبر وترسله إلى المسؤولين في التحرير، بينما وصل الغرب إلى نمط متطور من عمل غرف الأخبار لتكون متفاعلة مع الجمهور، وذلك لأنّ قياس مدى شعبية محتوى أي صحيفة بات أكثر تطوراً وأكثر تعقيداً. وأكثر ما يمكن أن تتورط فيه الصحافيات نشرهن لأخبار اهتمام المرأة بالتجميل، حيث وإن كانت الأخبار صحيحة، فإن نشرها يحتاج إلى متخصصات وصحافيين محترفين لبناء الخبر . نشر أخبار المرأة في الصحف يعتبر من المجالات الحساسة والتي يمكن أن تؤثر في صنع القرار في المجتمع، لأنها تعبّر عن قضايا المرأة من استغلال لها وتهميش لدورها. على سبيل المثال ساهم تقرير صحفي أعدته إحدى مشاركات مشروع «نشرة المرأة» عن فتيات صغيرات في الهند يتزوجن مبكراً، إلى تحرك الحكومة الهندية بإطلاق حملات توعوية في القرى التي ينتشر فيها زواج الأطفال . هذا البرنامج «نشرة المرأة» يجمع مجموعة من الصحفيات المخضرمات لدراسة وكتابة تقارير عن صحة المرأة وتطورها. مقابل ذلك نجد في صحفنا أخباراً عن تقليعات غريبة كان آخرها اهتمام النساء بالذهاب إلى صالونات التجميل لعمل ماكياج للعزاء بسعر زهيد!!
أعتقد أننا تجاوزنا مرحلة أن تعرف الصحافية بشكل خاص أنواع الهرم في نمط الأخبار إلى كيفية صناعة المحتوى حين يكون الخبر عن المرأة.