فيصل خالد الخديدي
هي كائنات يقال إنها من جنس البشر تحاول أن تلتصق بالفعل الثقافي والفني وتعيش على فتات المناسبات وهوامش المهرجانات، ظهرت كمصطلح وممارسة في العديد من الفنون والأجناس الثقافية والأدبية قبل أن تظهر جلية في الساحة التشكيلية وإن كانت تزامنت في ظهورها مع بقية الكائنات المهرجانية في الفنون الأخرى إلا أن ظهورها كان بحالات فردية قليلة وليس كما تشهده الساحة التشكيلية المحلية الآن من تكاثر لهذه الكائنات وتنافسية في الظهور السطحي والانتشار الأفقي والرأسي في جميع اتجاهات المهرجانات التسويقية والاستهلاكية وأي تجمعات بشرية وحتى لو في مراسم عزاء أو فرح...
تتميز الكائنات المهرجانية في الفنون التشكيلية عن مثيلاتها المتمسرحة والمتثاقفة برضاها بمستويات دنيا من المتطلبات فلا يستلزم حضورهم سوى الإعلان في مجموعة واتس أب (ويبدو أن هناك قائمة تأسيسية لهذه الكائنات تنمو في كل مهرجان مع بقاء القائمة المؤسسة لما لها من خبرة في هذا المجال التطفلي)... وحتى الخامات والأدوات لحضور الورش السريعة بهذه المهرجانات لا يطمحون للكثير منها فحقائبهم مليئة ببقايا الألوان وقوالب الاستنسل التي أشبه ما تكون بحقائب نقاشات الحناء المتجولات بين الأعراس بنفس الطبعات والأشكال...
تتمدد هذه الكائنات في كل شيء إلا الفن والإبداع فهي تعيش المهرجانات والملتقيات على أنها حفلة تعارف وعلاقات اجتماعية وأمسيات سمر وسهر باسم الفن وهو بعيداً عنهم, يغرر فيها بالمبتدئين والمبتدئات بأن هذه طقوس الفن وأصوله والطريق الأسرع للوصول لقمة الهرم التشكيلي ولو كان صاحبه لا يمتلك الأساسيات، وفي عرفهم لا ضير أن يعرض العمل غير المكتمل في ممرات المولات أو بجنبات الاستراحات فأهم شيء اللقاء والاجتماع والترفيه الجماعي, وحتى لو قدمت ما يطلقون عليها ورش فنية -والتي هي أقرب ما تكون لوجبة سريعة غير صحية ولا فنية لا تسمن ولا تغني من فن- لو قدمت بمستويات بدائية أو بأعمال مسبوقة الإنتاج فلا يهم فالفن يأتي لاحقاً, فالمهم أن يكون هناك لقاء وسياحة وتعارف يضمن لهذه الكائنات المزيد من تبادل وتطفل على الدعوات في مهرجانات وملتقيات أخرى باسم الفن.
ترنيمة أخيرة:
الكائنات المهرجانية التي تتسول الدعوات لو وفرت جهدها ووقتها الضائع بالمهرجانات في بناء تجاربهم لكانوا إضافة للساحة.