محمد المنيف
منذ انطلاقة الهيئة العامة السياحة والتراث الوطني بمعرض ألوان السعودية وعبر دوراته الأربع، والتشكيليون يراقبونه بأعينهم ويشاركون زواره وفعالياته بقلوبهم يحدوهم الشوق والرغبة في أن يكون لهم معرض مماثل وجوائز أو حتى المشاركة، فهم شركاء الصورة إضافة إلى أن بين التشكيلي والمصور تبادل إبداعات، فكم من مصور التقط صورة للوحة، وكم من فنان تشكيلي استلهم موضوع لوحته من صورة فوتوغرافية، علاقة رحم مع ما يقدمه كل منهم عند تسجيل انطباعاتهم حتى لو اختلفت سبل التعبير، فالهدف واحد خصوصاً إذا كان التراث بكل تنوعاته مصادر لاستلهام إبداع هؤلاء.
لقد وضع الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة السياحة والتراث الوطني بحجم مقام سموه وقامته الوطنية وساماً على صدور التشكيليين بمنحهم فرصة المشاركة في النسخة الخامسة لمعرض ألوان السعودية من خلال جناح وزارة الثقافة والإعلام الذي قام بإعداده الجمعية السعودية للفنون التشكيلية التي قدمت مجموعة من اللوحات لنخبة من منسوبيها في مختلف مناطق المملكة.
وفي هذا المقام أشير إلى ما سمعته خلال اجتماعي قبل عام بصاحب السمو الأمير سلطان بن فهد بن ناصر آل سعود مستشار رئيس الهيئة العامة السياحة والتراث الوطني بحضور الدكتور على العنبر وعدد من مسئولي الهيئة والزملاء من الهيئة التنفيذية بجمعية التشكيليين في مقر الهيئة لتدارس موضوع تعاون بين الهيئة والجمعية وما نقله لنا سمو الأمير سلطان بن فهد عن اهتمام الأمير سلطان بالفنون التشكيلية وحرصه على أن يكون لها مشاركة في أنشطة الهيئة ذات الاختصاص بالتراث، هذه الرسالة أشعرتني بالأمل الكبير بهذه الشراكة في فكرة معرض ألوان السعودية وإمكانية توسيع مساحة الأنشطة فيها كون العنوان (ألوان السعودية) يعني التعدد في سبل التعبير عن جماليات الوطن، ليجتمع في المعرض قدرات المصور بتوظيف عدسته واختياره للموضوع، وبين الفنان التشكيلي وإضافته صور جديدة من مخيلته باستحضاره مشاهداته للماضي لأماكن اندثرت، لم يتبق منها إلا بعض شواهدها.