ميسون أبو بكر
عزيزي القارئ؛ إنه زمن الكتابة الصعب، وزمن التعبير الأصعب كذلك، فتتابع الأحداث ومفاجآت هذا العصر جسام وإن ما يتربص بمنطقتنا من مؤامرات وأعتذر أنني أعتنق هذا المصطلح فالأمر واضح بائن لا شك فيه وإن كنت أتجاوزه لمرحلة التحدي فإن كل هذا يجعل الكتابة واجب وطني وقناة للحوار معك.
حيث كان العالم منشغلا بثورات ما سمي بالربيع العربي وما صاحبها من انتكاسات ومفاجآت غير متوقعة حولت أحلام الشعوب إلى كوابيس يقتاتون عليها ليل نهار، وفي تربة العراق الخصبة للمؤامرات ولنمو الحلم الإيراني في ظل التحولات التي جاءت على عكس أمنياتنا وتوقعاتنا بنموذج ديمقراطي قد تصنعه أمريكا في العراق، نمت إيران كنبت شيطاني يمد أذرعته في كل مكان، لتحقق حلمها القديم بخليج فارسي لم تترك سبيلا لتحقيقه، جنود وأحزاب في لبنان الذي عانى الأمرين من جبروت ومخططات حزب الله وتدخله في سوريا ووقوفه مع نظام الأسد الجائر، ثم تغذية الدواعش بفكر إيران الإرهابي التدميري، داعش التي نمت في البيئة الخصبة في العراق والظروف المواتية التي استغلتها إيران لتفريخ الدواعش وتصديرهم إلى العالم العربي لتدميره وإثارة الفوضى وإلى العالم لتشويه الإسلام والعرب في أنظارهم.
لم تنج العراق إذا ولَم تنج لبنان وسوريا ومن ثم اليمن الحدود الجنوبية الممتدة للمملكة والتي من خلال أذرع إيران فيها والحوثيين الذين اتخذتهم أحزابا مع المخلوع صالح كان المخطط لتكون اليمن ولاية أخرى لإيران مع المدن التي سبق وذكرت وسقطت بيدها وعاثت بها فسادا وخرابا وتشريدا ولعل سوريا وما أدراك ما يحدث في سوريا أكبر الأمثلة.
اليمنيون البسطاء والذين لا يدرك بعضهم الفاجعة والمخططات الفارسية في المنطقة واتخاذهم الدرب الذي تحلم إيران بسلوكه إلى بلاد الحرمين كان بعضهم فريسة سهلة بيد إيران، التي أرسلت جنودها من حزب الله لتدريب الحوثيين على القتال وعلى عمليات إرهابية في المملكة العربية السعودية.
حاولت إيران أن تطيح بحلم الشرعية في اليمن من خلال إعادة المخلوع صالح للحكم ونقض مبايعة الشعب لرئيسهم الشرعي، لكن بحزم سلمان وعزم حلفائه أبطلت تلك المخططات وقد تنبه الحلفاء والشعوب لمخططات ولاية الفقيه الذي عجز أن يحدث الفتنة بين المذاهب الدينية داخل المملكة وتصدى الشعب السعودي الذي هو على قلب رجل واحد بكل أطيافه لتلك الفتنة والمخططات الشيطانية داخله.
المملكة التي دافعت عن حماها ومقدساتها وشعبها ولبَّت نداء جارتها اليمن بكل نفيس برجالها ومالها وعتادها لن تتورع أبدا أن تكون كشوكة في حلق أعداء الله والوطن والإنسان.
المملكة وشقيقاتها الخليجيات والعربيات والدول الإسلامية أذهلت العالم في تحالف قوي أدهش وفاجأ العالم وأقلق أعداءها وزادهم رعبا.
ليست الحرب هينة على أحد، لها خسائرها ورجالها الذين يمضون بشرف شهداء في جنات الخلد فداء للملك والوطن والأرض والعرض، لكن الهدف حماية الحمى وإبطال مخططات من يتربص بِنَا.
لم ترد المملكة أن تكون اليمن سوريا أخرى ومناطقها حلب ثانية، ولا أن يشرد أهلها في أصقاع الأرض بين بحر يبتلع الهاربين من قبضة اليابسة وبين سماء لا تظلل عراءهم.
للمملكة قيمتها وعمقها الاستراتيجي وهيبتها في العالم، المملكة أرادت بحزم سلمان أن تقول كلمتها وأن تظل البلد الذي كرمه الله وقدّسه.
والتحالف الذي تقوده وقد أدهش العالم هو القوة التي لا يستطيع أحد اختراقه فالاتحاد قوة، ولا تفوتنا قصة حزمة الحطب التي لم يستطع الفتى أن يكسرها مجتمعة.
قوى التحالف التي تحمي الشرعية في اليمن وتساعد شعبه على الخلاص من الحوثيين والفرس ولا تتجاوز القوانين الدولية رغم من يحاول تشويه أهدافها السامية هي موازين الأمن في المنطقة والمخلص من هذا الشيطان الذي يهددها.
القصة كبيرة أيها القارئ الكريم ولعل الكتابة كالإبحار أشد صعوبة ونحن في مركب لا بد أن نحافظ على سلامته ولا ندع لماكر وحاقد أن يثقب هذا القارب فنهلك.
لا بد لكل سعودي ويمني وعربي أن يدرك الخطر الداهم في المنطقة وأن يكون كل فرد منا هو جندي من جنود الوطن وحامي له.
حمى الله ديارنا وديار المسلمين وديننا وأعراضنا وكفانا الله شر الأعداء.