د. زايد الحارثي
استكمالاً للحديث السابق عن الاستثمار في التعليم وأنه السبيل إلى الرفعة والتقدم وهو مشروع أمة وقصة من قصص النجاح للأمم والأفراد.
حيث يعلم الجميع علم اليقين ويدرك أصحاب القرار في المجتمع الدولي بشكل متزايد الدور الذي يلعبه العلم وما يقوم به قطاع التعليم في دعم الفرص لإيصال القيم والمبادئ إلى الدفع بعجلة تقدم الأمة نحو الأمام وتنميتها وبناء نهضتها الحديثة من خلال تقديم تعليم ذي مستوى عال في الجودة.
ولذلك لا نستغرب كيف شغل المختصون والحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني أنفسهم ليل نهار وجعلوا من التعليم القضية الكبرى ونظروا إليه بوصفه أولوية قصوى للتنمية العالمية، وقدموا المبادرات المختلفة في محاولة لحسم أمر توفير فرص التعلم الجيد للجميع، والذي بدوره سيعود بالفائدة على المجتمع بأكمله بل وعلى الأمة برمتها.
ومن هنا يجب علينا جميعا أن نبذل المزيد لندعم جهود التحول من أجل تحسين التعلم للجميع.
ولابد من التطرق في مقالنا هذا إلى حقيقة في ثنايا هذا الحديث ترتبط بمفهوم التعليم وشموليته هل هو القراءة والكتابة والعدد والجمع أم ماذا؟!
في الواقع أن التعليم المؤدي للمعرفة والاستثمار يتضمن في مراحله الأولى القراءة والكتابة والعدد والجمع وصولا إلى الرياضيات ولكنها عمليات ومراحل أولوية لا بد أن ترتبط بالوعي والاستبصار والتدبر والتفكير والإبداع المتزامن والمرافق مع تلك العمليات ذلك، لأن التدبر والتبصر وأعمال العقل مفتاح النجاح والفلاح، وهذا ما خاطب الله عز وجل المؤمنين وغيرهم حين ذكر سبحانه وتعالى في مواضع كثيرة في القرآن الكريم (أفلا تعقلون) (أفلا تتدبرون) (أفلا تبصرون) وهكذا.
ومن هنا نستطيع القول إن نجاح الفرد أي فرد في تحقيق طموحه وأهدافه في الحياة يكون بالوعي بإمكانياته واستخدام قدراته ومؤهلاته لحل مشكلاته وإيجاد فرص لسعادته وإسعاد من حوله وبالتعليم والوعي وأعمال ما يتزامن معهما من الإلهام والتفكير نهضت الأمم والدول وابتكرت وصنعت وأنتجت وصدرت إلى غيرها فكانت رائدة وقائدة وتربعت على القطاعات المختلفة ويتزامن مع هذه المخرجات احترام الذات واحترام من قبل الآخرين والمحافظة على القيم والمبادئ والهوية وغيرها وفي ظل هذه المعطيات استطاعت ماليزيا الاتحادية ذات النظام الملكي الدستوري أن تضع لها مكانا في خارطة الدول المتقدمة وترسم نفسها في مصاف العالم الأولى وكنمر يخطو بسرعة ويصول ويجول في آسيا.
وقبل الحديث عن التعليم و الدخول في التفاصيل يحسن بنا أن نقف مع القارئ الكريم عند بعض المعلومات حول هذه الدولة التي يعتبر الإسلام هو دين الأغلبية في ماليزيا بالإضافة إلى عدد من الأديان الأخرى ويبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة ويتحدث أهل البلاد اللغة الماليزية (الملاوية) بالإضافة إلى التعامل بشكل واسع باللغة الإنجليزية في الجامعات والدوائر الحكومية والرسمية إلى الشارع بحكم أن ماليزيا دولة سياحية تستعد في عام 2020 باستقبال 30 مليون سائح.
ومن الناحية الجغرافية تتكون ماليزيا من شقين يفصل بينهما 800 كيلومتر من بحر الصين الجنوبي.
الجانب الشرقي ويتكون هذا الجزء من ولايتين (صباح وساراواك) وتحتل ماليزيا الجزء الشمالي من جزيرة بورنيو التي تتشارك فيها مع إندونيسيا وبروناي، أما القسم الغربي فهو يشمل معظم شبه جزيرة مالاي مع حدود شمالية مع تايلاند وسنغافورة. وهنا في هذا الجزء الغربي تقع العاصمة كوالالمبور مدينة من أجمل مدن هذا البلد الآسيوي المعمور بالجمال والروعة ،كوالالمبور التي تعكس بمساحتها البالغة تقريبا 234كم مربع، حيوية العاصمة ونشاط النمر الآسيوي الأسرع نمواً باعتبارها مركزا أساسيا للتجارة والسياسة والترفيه في البلاد ببنيتها التحتية وأنفاقها ومبانيها وجسورها الذكية واستخدامها للتقنية والتكنولوجيا على نطاق واسع بل واستطاعت أن توجد سوقا إلكتروني لها لقيت منتجاتها رواجا في أنحاء العالم و سبق ذلك خلال منتصف القرن العشرين أن كانت ماليزيا أكبر الدول المنتجة في العالم للقصدير والمطاط وزيت النخيل ،هذه السلع الثلاث، جنباً إلى جنب مع غيرها من المواد الخام، دفعت بوتيرة الاقتصاد الماليزي، ومع ذلك تشاهدون التوافق الرائع بين الجمال الطبيعي وفنون هندسة العمارة الحديثة.. فمرحباً بكم في ماليزيا وعاصمتها كوالالمبور لؤلؤة آسيا.
وللحديث بقية
- الملحق الثقافي السعودي بماليزيا