د. عبدالرحمن الشلاش
كانت المنطقة العربية وخاصة في الجزيرة العربية والخليج وبلاد الشام تنعم بالهدوء حتى حطت الطائرةالفرنسية التي أقلت الهالك الخميني في مطار طهران في شهر فبراير عام 1979م. هذه حقيقة دامغة، ومن يراجع التاريخ الحديث ويتعمق في تفاصيله لن يجد صعوبة في تفسير الأحداث.
عدا ما كان يحدث من العدو الإسرائيلي وحروبه مع العرب كانت الحدود الشرقية المحاذية للإمبراطورية الإيرانية تعيش في هدوء تام والمواطنون من مختلف الطوائف ينعمون بالتعايش. أكبر قلق في المنطقة كان من الأحلام التوسعية لإسرائيل وتحيز القوى الكبرى إلى جانبها.
لم يكن معظم الناس يعلمون بنوايا ثوار إيران الجدد. لم يدركوا أن هذا الشيطان الثائر القادم والمترجل من الطائرة يحمل الشر المستطير في عباءته العفنة رغم كل الشعارات الثورية المغلفة برداء الدين الإسلامي، والوعود الكاذبة بشن الحرب على إسرائيل وتدميرها وتحرير المسجد الأقصى إلى آخر القائمة من الأكاذيب لإيهام البسطاء أن هذه الثورة ستكون المنقذ وفي نفس الوقت المحقق لطموحات المسلمين!
لكن ماذا حدث بعد ذلك ؟ وما هي مخرجات ثورة الشرفي إيران ونتائجها في المنطقة؟
كانت البداية حرب إيران ضد العراق واستنزفت فيها مقدرات المنطقة وتسببت في تعطيل عجلة التنمية في أكثر من قطر عربي. أيضا تجنيد إيران لحرسها وعملائها كي يفسدوا مناسك الحج في أكثر من موسم، وتجنيد الجواسيس والعملاء في أكثر من بلد خليجي، ورعاية الخرافات لدى بعض المتطرفين من الشيعة ثم نقل حجاجهم إلى النجف وكربلاء، والمحاولات المستمرة لعزل المواطنين الشيعة في الخليج عن نسيجهم الاجتماعي وتحريضهم على أوطانهم حدث هذا في البحرين وفي أجزاء من الدول الأخرى.
ولعلنا نشهد اليوم تدخل إيران في شئون الدول الأخرى بسيطرتها على العراق ومساندتها للمجرم لبشار في حربه ضد شعبه في سوريا مع حزب الشيطان اللبناني. على أن رعاية النظام الإيراني للإرهاب لا يخفى على كل ذي لب فدعمه لا يتوقف لكل عمل إرهابي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في دول الجوار. بعد أن مد العدو الفارسي مخالبه إلى العراق ولبنان وسوريا اتجه لليمن بزرعه لجماعة حوثية إرهابية ورعايتها وتدريب جنودها حتى أنقضت على الحكم في اليمن رغم أنها تمثل أقلية وتعديها على الشرعية، وتهديدها للمملكة وإطلاق صواريخها على بيت الله الحرام وخرقها للقوانين الدولية، واليوم ينعقد الأمل بعد الله في التحالف لتحجيم الإرهاب وإعادة الأمل في اليمن بمواصلة العمل العسكري لتحقيق الأهداف وليس هناك أي خيارات فإما مواصلة العمل حتى النهاية أو ترك الأمر لا قدر الله لإيران وأذنابها لتحقق ما تريد!