د.دلال بنت مخلد الحربي
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق 18 من ديسمبر نظّمت وزارة التعليم احتفالاً بهذا اليوم، بإقامة حفل خطابي كان الهدف منه التذكير بأهمية اللغة العربية وضرورة الاهتمام بها وتعزيز انتشارها، كما احتفت جهات أخرى مثل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومركز الملك عبدالله للغة العربية إضافة إلى بعض المدارس الحكومية، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تبادل عبارات تحتفي بهذا اليوم وتشيد باللغة العربية، ومع الاعتراف أن الاحتفالات التي أقامتها الجهات مهمة وتسهم في التذكير بأهمية اللغة العربية وضرورة العناية بها وتعميم انتشارها، إلا أنني أشعر أن المجال الأرحب للاحتفال بهذا اليوم هو على المستوى الشعبي العام بمعنى أن يتم التذكير بأهميتها ومكانتها في الدوائر والمؤسسات الحكومية عامة خاصة تلك التي تتعامل مع اللغة الانجليزية متجاوزة الأوامر والقرارات التي تصر على أن تكون لغة التعامل في المملكة هي اللغة العربية فقط، والمجال الآخر للاحتفال بهذه اللغة من وجهة نظري أن يكون في الأسواق والمجمعات التجارية والأماكن العامة، ولعل من بين أهم الجهات التي يفترض أن تحتفل بالعربية في يومها هي المؤسسات الإعلامية فتكون العربية هي لغة مسلسلاتها وبرامجها وأعني هنا العربية الفصحى بمعنى أن يمنع استخدام العامية ويقتصر على الفصحى في هذا اليوم، الأفكاركثيرة ومتشعبة أهمها أن العربية مع مثل هذه الاحتفالات أو الندوات التي تقام في غير هذا اليوم تواجه تراجعاً خطيراً في بلدانها بسبب تفشي العاميات، والتركيز على اللغات الأجنبية خاصة الانجليزية، وبالطبع لا أعني هنا إهمال اللغات الأخرى ولكن ما نلاحظه أن الاهتمام بها تجاوز الحد المقبول الذي يفترض أن يكون وسيلة لاكتساب لغة أخرى مع إتقان تام للغة الأم وفي الختام: أحيي كل الجهود التي بذلت وتبذل لكن ما أتمناه أن يكون التخطيط لبرنامج دقيق واسع الانتشار في الأعوام القادمة بحيث يكون لمثل هذه الاحتفالات تأثيرها وإسهامها في دفع العربية وإعادتها إلى مكانتها الطبيعية واحدة من أهم لغات العالم.