د.عبدالعزيز الجار الله
مشكلة تاريخ الجزيرة العربية أنه مقسم بين (7) دول عربية: السعودية، الكويت، البحرين، قطر، الإمارات، عمان، اليمن. وأجزاء من الصحراء العراقية، والصحراء الشامية، وبالتالي فإن التاريخ الحضاري للجزيرة العربية مقسم على جامعات ومتاحف هذه الدول، ومشتت بين وزارات الثقافة والإعلام والهيئات القومية، وكل دولة تكتب تاريخها منفصلاً دون ربط الدول من خلال القاعدة المشتركة التي يقوم عليها تاريخ الجزيرة العربية، وهذا اضعف موقف هذه الدول في إبراز تاريخها الحضارى، وأصبح هناك نقص في المعلومات لدى الآخرين، فلا غرابة إذا خرج مثقف عربي ووصفنا بسراق الإبل، وآخر مثقف فارسي يصفنا بالأجلاف بـ(شاربي) أبوال الإبل.
نحن أبنا الجزيرة العربية والخليج، أبناء السعودية ومجلس التعاون واليمن من وزراء ومسؤولين ومثقفين وإعلاميين مقصرين مع تاريخنا الحضاري، انشغلنا في التجارة وانشغلنا في الطفرة التنموية والدورات الاقتصادية والبنية التحتية واعتقدنا أن العالم اقتصاد، غرقنا في تفاصيل أخرى والعالم من حولنا يعد أنفاسنا وكل خطوتنا يرصدها يترقبها وينتظر لحظة الانقضاض، إيران واحدة من الدول التي كانت متحفزة للقفز على الخليج، ودول عربية كانت متربصة ودول غربية مثل روسيا كانت تتحين الفرصة وجاءت فرصة الربيع العربي عام 2010م لتفتح باب التدخل على مصرعية تساقطت الدول مثل تساقط أحجار الدومينو انهيار في الشمال الإفريقي ليبيا، وسوريا بالشام، واليمن في الجزيرة العربية والخليج، شجعت الانهيارات السريعة والمتتالية المحور الشرقي للعرب إيران الملاصقة تماماً للخليج بالتدخل السريع في وقت واحد في البحرين وفشلت وفي اليمن وانكشفت وسوريا ونجحت.
الخليج العربي مازال على المستوى الشعبي يعيش على هاجس الطفرات في أسعار النفط ومشروعات التنمية وغافل عن مواقف من يصفنا بـ(سراق الإبل) وأجلاف الصحراء من (يشرب بول الإبل) غافل عن من يعمل منذ أمد بعيد ينظر عبر عين الصقر وينتظر ساعة الانقضاض، فالحرب السورية كشفت كل الأوراق وأصبحت المواجهات مباشرة لا أحد يدير حرباً بالوكالة ولا أحد يلبس قناعاً.